ما من شك كلنا ندرك أهمية برنامج التحول الوطني الذي انطلقت فعالياته قبل أسابيع مضت برعاية كريمة من قائد هذا البرنامج الطموح الشاب صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز . وتتجلى أهمية هذا البرنامج كونه يحوى حزمة كبيرة من الإصلاحات الاقتصادية والتنموية ، ويهتم بتنويع مصادر الاقتصاد السعودي القائم على المعرفة ورفع مستوى الناتج المحلي ، ويقدم الدعم للمؤسسات الصغيرة كما أنه يهدف الى التوسع في خصخصة الكثير من القطاعات الخدمية وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني .. والمتأمل في حقيقة هذا البرنامج يجد أن توجهاته تهدف بشكل عام الى مضاعفة تحقيق فرص النمو في جميع مجالات التنمية وصولا لايجاد حياة كريمة لإنسان هذا البلد الكريم وللوصول أيضا الى منافسة حقيقية تتيح للملكة العربية السعودية الوصول الى منصات التتويج اقليميا وعالميا . ويأتي في مقدمة مكونات برنامج التحول الوطني وأبرزها وأهمها التعليم ، كونه يهتم ببناء الانسان المواطن السعودي الذي هو أساس التنمية ومحورها ، وكونه يسهم مع بقية المكونات في تحويل الاقتصاد الذي يعتمد مصدر وحيد للدخل الى إقتصاد قائم على المعرفة ، وكما قال معالى وزير التعليم الدكتور العيسى في منتدى التنافسية التحول الى إقتصاد يعتمد على العقول الماهرة، والاعتماد على المصادر الآمنة والموثوقة والبرامج والمشروعات المعززة للفرص الاستثمارية والمولدة للفرص الوظيفية . والمتأمل أيضا يدرك أهمية التعليم كمكون مهم في هذا البرنامج كونه يقدم خدمة لكافة شرائح المجتمع ومؤثر في بقية المكونات الاخرى لبرنامج التحول الوطني . . و تجويد مخرجات التعليم يعد أهم هدف تسعى وزارة التعليم لتحقيقه ، بل تسعى أيضا الى تهيئة كل الظروف اللازمة لايجاد مخرجا تعليميا متميزا مزودا بالمعارف والمهارات اللازمة لقيادة تنمية هذا البلد باقتدار . وإذا كانت وزارة التعليم تسعى الى تحقيق هذا الهدف المهم ( تجويد مخرجات التعليم ) عليها أن تهتم ببيئات التعلم يمارس فيها المتعلمون تطبيقاتهم ( مبنى وعمليات وتفاعلات ) وجعلها جاذبة لهم باعتبار أن ما يجري فيها منطلقات هامة لبرنامج التحول الوطني الذي يهدف الى الاصلاح الشامل في جميع مكوناته الاخرى الصحة والاسكان و... . وباختصار شديد الاهتمام بمكونات بييئات التعلم (( الفصل والمعمل والمختبر والملعب المدرسي والتفاعلات والعمليات باعتبارها منطلقات مهمة لنجاح برنامج التحول الوطني )) والعمل على ايجاد نماذج حقيقية للمحاكاة .. واذا أيقنت وزارة التعليم بأهمية هذه النماذج والاهتمام ببيئات التعلم والعمليات والتفاعلات التي تتم فيها بالشكل الذي يحقق في النهاية اصلاح اقتصادي وتنموي للبلد فلابد من رسم الخطط الاستراتيجية وعدم ربطها بأشخاص أو ادارات وتحديد المؤشرات الكمية والنوعية التي تضمن لها اتساق أهداف برنامج التحول الوطني وبرامج ومشاريع التعليم ، وتوجيه القائمين المباشرين على هذه الخطط وتحفيزهم ، وتهيئة كافة ظروف ومقومات نجاح هذه الخطط ، والعمل على متابعتها في الميدان المتابعة التي يضمن لها الاستمرارية وتقويمها وفق مراحل مزمنة . والاهتمام أيضا بتحسين بيئات التعلم وبما يدور فيها من تفاعلات وعمليات من خلال التدريب النوعي الذي يحقق نمو ايجابي للمعلم وبالتالي للمتعلم ويوجد الفرق في جميع معارفه ومهاراته وسلوكياته . يضاف الى ماسبق ايجاد متطلبات النجاح الاخرى مثل التحفيز واعطاء الحقوق لمنسوبي التعليم ، أقول باذن الله تعالى إن تحقق ذلك في خطط وزارة التعليم فانها ستحقق متطلبات نجاح برنامج الوطني ..