يقول الدكتور وليد احمد فتيحي ( إننا نعيش طفرة جديدة ولن يكون المال هو المعضلة ولكن السؤال الذي ستجيب عنه الايام هل ستكون الطفرة القادمة لوطننا ببيئة تنموية افضل ؟؟). لاشك أن من اهداف الدولة الرئيسية هو احلال العمالة الوافدة بعمالة سعودية ومن اجل ذلك تم فرض نظام على جميع المنشات الخاصة باستقطاب السعوديين وتوظيفهم , كما اوجب النظام ألا تقل نسبة السعودة عن خمسة وسبعين في المائة من مجموع عمالة المؤسسات الخاصة . وقبل الخوض في عملية الاحلال في المؤسسات الخاصة , نسترجع عملية الاحلال بالسعوديين التي تمت في المؤسسات الحكومية . فالتعليم العام وصلت نسبة الاحلال فيه الى نسب تجاوزت التسعين بالمائة من السعوديين ومنذ ذلك الوقت والجميع يتحدث عن اهمية تطوير التعليم !! , وعليه تم صرف المليارات من اجل عملية التطوير ووصلت المناهج الى افضل مراحلها ولكن ظلت مشكلة تطوير المعلم السعودي وقدرته على ترجمة تلك المناهج المطورة وإيصالها إلى عقلية الطالب . ولهذا نجد نسبة من المواطنين بدأت في ارسال ابنائها الى مدارس اجنبية خاصة يشرف على العملية التعليمية فيها مجموعة من الاجانب !! وهنا يظهر سؤال لابد من الاجابة عليه وهو هل عملية السعودة التي حققت اعلى نسبة في مجال التعليم , ادت الى ظهور اجيال اضعف تعليما واقل تحصيلا ؟؟ وإذا كانت الاجابة بنعم فإن الحل هنا هو تطوير المعلم السعودي ليصبح في مستوى لايقل عن المعلم الاجنبي . ولعل القرار الملكي الاخير في دمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي في وزارة واحدة سيساهم في ردم الفجوة بين المعلم والمناهج ليكون قادرا على القيام بمهامه على اكمل وأفضل وجه . كذلك ينتشر في جنبات القطاع الصحي العام أن عملية الاحلال التي تمت في مستشفيات ومراكز المملكة وضخ العناصر السعودية التي لم تؤهل بشكل جيد بدلا من العناصر الاجنبية الاعلى تأهيلا لاسيما في الاقسام الحرجة كالعناية المركزة والطوارئ , ادى الى تدني الخدمات الصحية المقدمة للمواطن . ومرة أخرى نعود الى نفس المشكلة وهي ان عملية الاحلال تمت بطرق غير عملية ومنهجية , فالعنصر الاجنبي في التمريض مثلا كان حاصلا على بكالوريوس جامعي في التمريض وتم احلاله بعنصر سعودي يحمل مؤهل الدبلوم . والوضع في الصحة أكثر تعقيدا من التعليم فنسبة السعودة في التمريض وصلت لنسب عالية جدا يقابلها نسبة ضئيلة جدا في فئة الاطباء . وهنا يظهر سؤال اخر ماذا سيكون مصير الخدمات الصحية في حالة اكتمال عملية الاحلال بالأطباء وكيف سيكون رضا المواطن عن تلك الخدمات ؟ وفي المقابل نجد ان القطاع الصحي الخاص قد ظهر كشريك قوي ومنافس للقطاع الحكومي بل وتجاوزه بمراحل في عملية تقديم الخدمة الصحية ورضا المواطنين وكانت اهم معالم القطاع الصحي الخاص هو الحرية الغير مطلقة في اختيار الكفاءات المؤهلة لتقديم الخدمات الصحية سواء كانت سعودية او اجنبية .ويظل التحدي الذي يواجه الخدمات الصحية في القطاع الحكومي هو كيفية تقديم خدمات ذات جودة عالية في ظل وجود ضغوط بعملية احلال غير ممنهجة وغير منطقية .ولعلنا نستشهد بالتجربة الامريكية في العملية الصحية فهي لم تفرض (الامْرَكة ) على العاملين بالقطاع الصحي وتركت المجال مفتوحا للأفضل , ونذكر هنا انه يوجد عدد كبير من السعوديين والعرب الذين تم استقطابهم وتشغيلهم في المستشفيات الامريكية . لاشك ان عملية السعودة مهمة جدا , وأبناء الوطن هم الامل بعد الله في نهضة البلد , وتقع عليهم مسئولية وضع المملكة في مصاف الدول الاكثر كفاءة على مستوى العالم , ولكي يتحقق ذلك لابد من الاستثمار الجيد لعملية السعودة . فالموظف السعودي عليه ان يحصل على الوظيفة لأنه الافضل والاميز في اداء المهمة وليس بسبب أنه يحمل الجنسية السعودية أو أنه حق مشروط له حتى ولو كان غير مؤهل لشغلها . نحتاج الى عملية استثمار حقيقي في عمليات التعليم والصحة وغيرهما حتى يصبح مستوى المتخرج في هذه المؤسسات اعلى من مستوى الوافدين من خارج المملكة . بل نريد ان نصل الى مرحلة ان يكون السعودي مطلوبا ومرغوبا داخل خارج الوطن عطفا على كفاءته وخبرته وأدائه المميز