في سابقة سياسية هي الأولى في العالم عام 1992 م ظهر فجأة نظام ( إتحاد سياسي) يضم عدة دول اعتمادا على موقعها الجغرافي مع بعض الشروط اللازم توفرها للانضمام إلى هذا الحلف السياسي الضخم ؛ إنه ( الإتحاد الأوربي ) والذي وقع في معاهدة ماسترخت في ذلك العام وأصبح يضم ثماني وعشرون دولة آخرها أوكرانيا . تقول المعلومات التاريخية إن الفكرة كانت موضوعة من خمسينيات القرن العشرين ولكنني أشكك في صحتها لأن غالبية تلك الدول كانت لم تدفن بعد موتاها من الحروب العالمية وبالتالي يصعب قبول أو تقبّل فكرة مثل تلك ؛ لكن الواقع يقول إن سبب ظهور ذلك التحالف فجأة هو التحديات الاقتصادية والعسكرية التي ستواجه الدول الأوربية بعد أزمة الخليج والتي يمكن أن نسميها ( الحرب العالمية الثالثة ) لو كان الإتحاد السوفيتي في عز قوته العسكرية لكنه تفكك فجأة . تلك المقدمة أردتها مدخلا لموضوع مهم واقتراح للمسؤولين في دول الخليج العربي وعلى رأسها حكومة وطني العزيز المملكة العربية السعودية يتلخص هذا الاقتراح في : تأسيس كيان سياسي عسكري اقتصادي مشابه للإتحاد الأوروبي الكبير بحيث يتطور ( مجلس التعاون الخليجي ) ويصبح إتحاد جزيرة العرب ويشمل كل الدول العربية التي لها حدود جغرافية مع جزيرة العرب برا وبحرا ليشمل مصر والأردن واليمن والسودان والعراق وتضع الشروط المنظمة للانضمام إلى هذا المجلس ؛ ن التحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية المحيطة بدولنا تجعل مثل هذا التحالف ضرورة تقتضي وجوده لعل آخرها (عاصفة الحزم) التي لولا الله ثم حكومة المملكة العربية السعودية لأصبح اليمن مستعمرة فارسية تحت حكم مندوب الولي الفقيه الحوثي وهذا يسبب خللا في الأمن القومي لوطننا المملكة العربية السعودية وكافة دول الخليج . كما أن القوى الكبرى مايزال لديها الدافع القوي للسيطرة على شعوب ومقدرات وطننا العربي بمواجهات مباشرة أو غير مباشرة عبر التنظيمات السرية المدعومة من تلك القوى داخليا سيجعل لهذا التحالف قوة رادعة لمن تسول له نفسه على كافة الأصعدة سياسيا واقتصاديا وعسكريا مما سيدفع بعض الدول العربية التي تقع تحت الاحتلال المباشر مثل (العراق والأحواز وفلسطين وسوريا ) أن تصنع انتفاضة شعبية داخلية لطرد المحتل الغاشم ، ليقينه حينئذٍ أن سيجد دعما سياسيا واقتصاديا من تحالف قوي . فيما إذا اعتمد نفس مبادئ الإتحاد الأوربي وأهمها ( نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية ا. لكن تظل هذه المؤسسات محكومة بمقدار الصلاحيات الممنوحة من كل دولة على حدة ، لذا لا يمكن اعتبار هذا الاتحاد على أنه اتحاد فيدرالي يلغي كيانات الدول ، بل يشترك في السياسات الخارجية والدفاعية والاقتصادية . ***** رسالة خارج نص الموضوع *** إلى قوات التحالف وقيادة عاصفة الحزم: أسرعوا ولا تتأخروا في فرض القانون وإعادة الشرعية في اليمن ؛ فالمواطن اليمني سيكون الضحية لأنه فقير ويعمل بالأجرة اليومية وقد توقفت الأعمال ولا يستطيع الحصول على الدقيق ومواد التموين الضرورية ؛ لافتقاده للمال والقوة في مواجهة الطغاة (الحوافيش) فإن لم يقتلوه أولئك الطغاة سيقتله الجوع.