من قاد هذا العبث في سوريا ، لم يكن يتوقع هذا الأمر وبالطبع نظام بشار ليس بريئا بل هو من تسبب في انفجار الغضب الشعبي المكبوت من 42 عاما ، لكنه بالمقابل عمل على زرع الفتن بين فصائل الثورة السورية ، وسمح بدخول مرتزقة قاعد يون ، واستقبل ميليشيات شيعية وعلى رأسها حزب الله وألوية شيعية عراقية و عصائب المالكي وغيرها ولتصوير الحرب بين سنة وشيعة . واذا كان تنكير المنكر يجلب أسوأ مما كان فهو أكثر منكرا منه . وسبق أن قلت رأيي بكثير من المقالات ، كنت أدعو واطالب منذ البداية بتزويد لجيش الحر بأسلحة مضادة للطيران ، وتكثيف الدعم حتى تتحقق نتيجة على الأرض ، وأعلم أن من تسبب في التجاذب الدولي هم المرتزقة من القاعدة ومن الاخوان ومن ميليشيات تابعة لإيران ، وأخيرا كملت بدا عش التي بدأت عميلة للنظام السوري وايران ، وها هي تذبح بسنة العراقوسوريا فالمناطق التي تسيطر عليها جميعها ذات أغلبية ساحقة سنية ، وضحايا هم من السنة ويصب بمصلحة النظام ، فشتت تلك الفصائل بحروبها فيما بينها شتت جهود الجيش الحر ، إضافة للصمت الدولي امام ميليشيات حزب الله والفصائل الشيعية ، والحكمة ضالة المؤمن ، وهذا ما تكشف بل وأعيد انتاج حروب ، فالمستفيد منها هو من ساهم ويساهم في اضر امها ، نتحرق على ثلث السكان ما بين لاجئ ومشرد ويتيم وأرامل وكل شيء تدمر وما يفوق مائتي ألف قتيل . نتحدث هنا عن نتائج كانت عكس ما كان يعتقد معلنو الثورة ،و لو استمرت سلمية ومظاهرات لأحدثت ضجيجا دوليا ، ولما استغلها الارهابيون من القاعدة والنصرة وداعش ، ولكان ذهب النظام في غضون عامين ،وبأقل عدد من الضحايا ، ولما تحولت مدنا إلى خرابات ، وحضارة استبيحت ، ومع استمرار الثورة دون غطاء جوي و بدون صواريخ مضادة للطيران ، فكلما تسلح الثوار زادت ايران وروسيا من تسليح النظام ، فالحرب تشن على الشعب السوري من النظام ومن حلفائه إيران وإسرائيل وتركيا ، واسرائيل من مصلحتها بقاء النظام ومن مصلحتها أكثر تحويل الدولة السورية إلى أفغانستان أخرى ، تركيا تسلح د اعش وايران تسلح ميليشياتها المرتزقة ..في صراع اقليمي ودولي ، وشركات غربية وأميركية تتحين ساعة الإنهاك للفريقين لتفرض دولها وقف القتال ، وتبدأ شركات اعادة الإعمار بأموال خليجية وعربية ، تستنزف كل شيء بعد أن استنزفت خزائن الدول العرية بشراء أسلحة ، وبتكاليف حرب د اعش هذا ما حدا بي لذلك ..وأتمنى من قلبي أن يكون النصر قريبا . وما نخشاه ما بعد التحرير، ، ومن سيخلف النظام سيرث تركة ثقيلة كما هي عادة العرب والمسلمين بكل أسف ستقاتل ، مع انفراج الغمة وانهاء الحرب ، سيكون الصراع على من يحكم ، ليس فقط بين احرار الثورة من الجيش الحر ، بل ستتدخل القوى العظمى في تحديد من يحكم ويتوافق مع مصالح الفريقين معسكر روسي ايراني ومعسكر أميركي اسرائيلي تركي ، وبينهما قوى إقليمية عربية ، لإيجاد صيغة حكم مثالية وهنا مكن الخطورة وحقيقة لابد من انكسار إيران كي يمكن أن يقوم نظام حكم يتبنى أهداف الجيش الحر ، والفصائل الأخرى التي لم تصطدم معه بصراع ، أما بقاء إيران على نفوذها ليس في سوريا فحسب بل لما استجد بينها وبين أميركا " أوباما" ، وحتى لو ذهب أوباما فالسياسات الخارجية والاستراتيجيات القومية الأميركية لا يمكن لرئيس قادم أن يقزمها بل يطورها ، والسبب في ذلك أن الكونجرس الأميركي بغرفتيه النواب والشيوخ هو من يوافق على الانفاق على المساعدات العسكرية وعلى آلية التقارب الإيراني الأميركي فالخلاف ليس في أن الكونجرس يرفض التقارب مع إيران بل في الخطوات الاجرائية وسياسة اوباما المتذبذبة والمترددة ،ولم يفِ بوعوده ، فما يهمه وكل أميركي في الشأن العربي استمرار تدفق النفط ، وأمن إسرائيل . وكم ستستغرق عملية ترميم ما دُمّر ، وكم من السنوات سيتم تطيب نفوس المكلومين والمعدمين ، مع نذر بروز صرلااع على السلطة ، فاليعتمدوا ما قام به زعيم جنوب الراحل نيلسون ما نديلا ، .اما اذا استمر الفرز والاقصاء والثأر دون تمييز ، والاتعاظ بما آل إليه العراق ، فالعرب والعالم مجمعون أن سبب ما يجثم على العراق هو تفكيك الجيش العراقي واجتثاث أناس محسوبين على البعث ثلاثة ارباعهم كانوا مجبورين ان ينضموا اليه بعهد صدام ليعيشوا بأمان ، وما لا يقوله حكام العراق منذ العام 2003 بعد الاحتلال الأميركي أن من كان يقاتل المحتل ، ومن كان يقلق الأنظمة التي خلفت الاحتلال هم بالأساس من تم تنسيقهم بعد حل الجيش والمخابرات العراقية ، وما تلاها قانون اجتثاث البعث وهذه حماقة كبرى كل أولئك الذين تم طردهم من الخدمة العسكرية والأمنية لديهم كل اسرار الدولة ونخشى أن تتكرر الحالة العراقية في سورية ما بعد انتهاء الحرب ، وكما يبدو للعيان في أفغانستان ، وفي الصومال ، إذن لا بد بعد التحرير أن يتولى الحكم الجيش الحر وبحكومة تكنوقراط لأربع سنوات لإعادة بناء الاقتصاد السوري ، واعادة اعمار ما دمر ، والتمهيد لانتخابات رئاسية ، وبعدها برلمانية ، لكن لو تقدم الترف السياسي والديمقراطية على بناء الاقتصاد واعادة الاعمار واعادة الحياة الى طبيعتها لاستمر صراع بين الفصائل والجيش الحر ومع التنظيمات الارهابية ، ومن الحكمة ، في حال تولي أي فريق الحكم أن ينفتح على الجميع ، ويبدأ بإدماج الثوار في جيش سوري وطني يضم جميع الاطياف خشية أن تتحول سوريا الى ليبيا أخرى ، واذا حصل اقصاء فستستمر ..الأزمة ، وليكن التنظام الجديد ، كما سنّه "رسول الله صلى اله عليه وسلم حين فتح مكة " و مع من لم تتلطخ أيديهم بقتل أبرياء أن يحتكموا للقضاء . يأتي ذلك وفقا لما يدور بالكواليس الدولية اليوم من دراسة جظر طيران بمناطق بعينها بناء على مقترح تركي ، ومن خلال جولة ما نيستورا المندوب السامي الدولي في سوريا بتجميد الحرب في بعض المناطق ابتداء من حلب ، تصب ببوادر حل لإنهاء الحرب، بعد أن اختلطت الأمور بين تخالف دولي يضرب في داعش ونصرة وغيرها من الفصائل الارهابية ، وجاءت للأسف بمصلحة النظام وحلفائه من الميليشيات الشيعية التابعة لإيران ، كل ذلك يصب في مصلحة النظام الذي لا يزال يستخدم طيرانه وبراميله لدك المدن وصمود الجيش الحر لكن دون نتائج .. وأتوقع صدور قرار دولي يؤسس لما بعد بشار الأسد وبقاء النظام والجيش خشية تكرار ما جرى بالعراق . وقبل ذلك كله أيهما له الأولوية الخلاص من داعش وتوابعها أم ذهاب بشار .. معادلة قد يأخذ طريقها للتنفيذ أعواما .. الا اذا كان بخلد الاستراتيجية لدول التحالف فصل الملف العراقي عن السوري والتركيز على تهيئة أرضية ملائمة لما بعد بشار بتنظيف التراب السوري من براثن داعش والمنظمات الارهابية بما فيها المليشيات الشيعية الارهابية ، أم لا هذا ولا ذاك مجرد تكتيكات لإلهاء العالم عن لب المشكلة بالمنطقة العربية ، بانهاء جميع أنواع الاختلال الاسرائيلي والايراني لتستعيد المنطقة عافيتها وهي بيدها سحب البساط من المنظمات الارهابية ومن النفوذ الايراني الذي يتخفى خلف شعارات زائفة ، أم أن سايكس بيكو يحاك كما يردده من يسمون اصحاب نظرية المؤامرة .