منذ استقبلتنا مادة القواعد بالصف الرابع الابتدائي ضيوفا ، فكانت ضيفا ..ومضيفا ، دخلنا في دهاليز الفعل والفاعل ، وأن لكل فعل فاعل ، ولا فاعل دون أن يقوم بفعل محسوس ، أوفعل لا يمكن رؤيته أو سماعه أو تدركه حواس الآخر فالفعل : هو مادل َّ على معنى في نفسه مقترنا ً بزمن معين .الفاعل : إسْم مَرفوع تَقَدَّمه فعل، ودَلَّ على الَّذي فَعَلَ الفِعلَ. من انواع الفاعل : أسم ظاهر - ضمير ( متصل او مستتر ) نستخلص ان لكل فِعل لا بد من فاعل بغض النظر عن صفته ( ظاهر- ضمير )... على العموم لسنا هنا في درس من دروس لغة الضاد لكن أحببنا التعريج على بعض المعلومات العامة كمدخل . عندما أمسكت مجداف قلمي وجهزت قارب اوراقي وبدأت امعن النظر بعدسة مفرداتي لأبحر في دهاليز افكاري اعتلتني الحيرة في مضمون مقالي .فِعل يفضي بمتأمله الى وفاة دماغية مؤقته من هوله ، الفاعل تمنيت لو كان مستتر لم يظهر لفظاً وبقي مجهولاً مخفياً وغير معروف . لا يخفى عليكم قد يحدث الخلاف والاختلاف في كل مناحي الحياة لكن هناك ثوابت ليس من الممكن المساس بها ( شرعاً - عرفاً - قانوناً ) ، وإن حدث فلربما تزعزعت الثوابت وهُدمت القيم واضمحلت الأخلاق . كانا في ترقب عندما بدت تباشير حدوثه وادخل السرور الى قلبيهما بقدومه الى هذه الدنيا اضلوه بحبهما وسقوه من نبع حنانهما صنعو غذائه ولربما كان قوتهما ما خَلْفَهُ من طعام ، أشتد عوده وخط شاربه قوي ساعده تحملو مشاكله وعاشو معه ازماته سعو في إسعاده وان كان على حساب صحتهم ورغد عيشهم عند اقرب مشكلة ينطرح على اقدام والده وعندما يجافي عيناه النوم يجد حضن والدته الدافئ مأوى أمن له . وعندما بدت الشيخوخة تنسل الى جسديهما عاش هو في معزل عنهم وكأنهم لا يمتُ له بصلة وعندما داهم والده المرض واحتاج من يرافقه في رحلة علاجية ادار ظهره له ولم يُطفئ حرقة الجحود ولو بإتصال هاتفي، وعندما احتاجت والدته لمن ينقلها للذهاب الى المشفى وطلبت منه ذلك، فتح فاه لتهب رياح النكران مضمونها انا متعب وليس لي طاقة بذلك ، تقدم الوالد في العمر ومع ذلك كان يتعهد ولده وأسرته مالياً كونه تم فصله من عمله لعدم انضباطه وسوء سلوكه ، وكان يقوم بإيفاء أعماله والتزاماته بنفسه رغم شيخوخته وسوء حالته الصحية . وعندما ضاق ذرعاً بأفعال وعقوق ولده حاول ان يحدث الصدمة لولده فرفع في وجهه عصى العتب قبل الخشب لكن ما كان من ذلك الحجر عفواً الولد الا ان استل عصى والده لتكون صولجاناً شيطانياً انهال فيه بالضرب على والده الى ان ارداه طريح الفراش وعلى السرير الأبيض في المشفى يأن ألماً ويحترق من داخله كمداً وحسره . والأدهى انه عندما تم ايداع الولد سجن الشرطة لم يستكين وبين الفينة والأخرى يقوم بالإتصال على والده ليقول له متى ستحضر لتخرجني من سجني مع العلم بأنه سيبقى سجيناً لذلك الحدث طوال عمره وسيجده أمامه في اخراه يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم . تبت يدا الفاعل من سوء الفعل . بدموع عينيَّ قبل ما خطه قلمي .