في أوقات كثيرة يلازمني حلما وخاصة عند عودتي من أي مكان من شوارع محافظة الشرقية بمصر ، حلم السير في سماء المدينة ببساط الريح للوصول إلى المكان الذي أريده . ما أجمله من حلم . فرؤية الحياة بوضوح دون ان تعيش مشاكلها رائع . ولكن فجاة استقر البساط بي إلى منطقة عشوائية من المناطق الكثيرة المنتشرة في ضواحي المحافظات من كل إتجاه . وتتملكني الشفقة على سكان تلك المناطق وهم محاصرون بالسيارات من جميع انواعها و بجيوش (التوك توك ) التي تظهر من جميع النواحي للمارين في الوقت الذي لا يجد المار أخذ وسيلة للمواصلات لانقاذهم من السير في الشوارع المملوءة بمياه المجاري والناموس ؛ الذي يهجم على المار كفريسه وصيد لإفتراس دمه ؛ ونيل الفيروسات منه . وقتها حمدت الله أني أحلق في السماء .وما زال بساط الريح يسبح بي في سماء شوارع المحافظة وقد توقف بالقرب من مطعم مشهور وجذبني روعة الأضواء في رحاب المطعم وما أن بداء البساط يهبط بي للاستعداد للنزول والتمتع بغداء فاخر . تنتابني الصدمة عند دخول حمار من الباب الخلفي للمطعم دخول بلا خروج . ومن شدة الصدمة التي أصابتني وجعلتني في حالة إعياء من هول المفاجاة قررت ان يهبط بي بساط الريح إلى المستشفى وعند الوصول وقفت برهه قبل النزول لم أجد طريقة غير الاسراع من تغيير قرار النزول قبل الندم فشعار المستشفيات العامة **كثير من المرضى وقليل من الأطباء ** وكثيرا من الباعة الجائليين الذين يتجولون في عنابر المستشفى للتجارة والبيع للمريض وأقاربة.وقليلا من الرقابة العامة ,قليلا من الأجهزة الطبية والأدوية .وكثيرا من الإهمال والفساد . ووقتها قررت العودة إلى البيت وعدم الخروج حتى يتخلص الشارع من تلك السلبيات .ومع العودة وهبوط بساط الريح بي أستيقظت على ظلام يملىء رحاب البيت تلك صورة طبيعية اصبحت في جميع الامكان فأزمة كهرباء وازمة مياة وازمة إقتصاد وأزمة ،اخلاق وسلوكيات وازمة طرق ومواصلات ازمة.. بعد ازمة ...تلازمنا الازمات في كل مكان ..وهنا راودني سؤال متى سنتخلص من تلك السلبيات التي تطوقنا كحزام ناسف سينفجر في اي لحظة ؟؟؟ومتى تلك الأزمات ستجد طريقها للحل ؟؟؟ومتى العودة إلى الشارع دون ان نرى تلك الصور والسلوكيات المستفزه من البشر؟؟؟ .