أتيت إلى مطار الملك خالد الدولي مسرعا، مخاطرا بنفسي وبأفراد عائلتي، فقد حذرني موظف الخطوط قبل ليلة من موعد الرحلة -عندما استخرجت بطاقة صعود الطائرة(البوردنغ)- بالحضور قبل الرحلة بساعة على أقل تقدير، كي لا أفقد الرحلة، وصلت والحمد لله في الوقت المناسب، سلمت العفش للموظف المختص، بدأت ابحث عن البوابة رقم(32)، وعند وصولي إليها، مددت يدي إلي المسئول ببطاقات الصعود فردها بعد النظر إليها قائلا: رحلتك ليست من هنا ابحث عنها في مكان آخر، ضاربا بما هو مدون (بالبوردنغ) عرض الحائط، رحت ابحث من جديد عن البوابة التي أريد وكلما تحدثت الى أحد الموظفين في المطار يقول بكل عفوية: لا أدري! استمر البحث لنصف ساعة، لست الوحيد بل جماعات معي تبحث ولا وجود لمن يعطف على كبار السن من هم التنقل من بوابة الى أخرى. اقترب موعد اقلاع الطائرة المحدد مسبقا ومازالت مهمة البحث مستمرة، الساعة الثامنة والنصف الان، ووقت اﻹقلاع الساعة 8:50م، هتف شاب بصوته الشجي معلنا للجميع رقم بوابة النجاة وهي(37)، اتجهنا إليها مسرعين، في غبطة وسرور، يتقدمنا اﻷطفال والعجائز من النساء والرجال ، سلمت عليه، اعطيته ما أحمل من أوراق، أخذ ما أراد وأعاد لي ما أريد، ودعته فرحا وشكرته لخدمته، خرجت من الباب فوجدت الباص ينتظر والساعة تشير الى 8:45، صعدنا الباص فمشى بنا على هون فمرت الدقائق ثقالا، وبعد 15دقيقة وصلنا إلى الطائرة، شاهدت اﻹزدحام عند سلم الطائرة ، ورغم المساء إلا أن نفحات الحر كانت شديدة، ومروحة جناح الطائرة تضيف على الصاعدين نفحات أشد حرارة، خمس دقائق كانت كفيلة لصعود السلم وخمس أخرى للوصول الى مقاعدنا، ونصف ساعة أخرى قبل اقلاع الطائرة لتقلع في غير وقتها متأخرة بأربعين دقيقة، ليقولوا لنا عند الوصول إلى مطار الملك عبدالله الدولي بجازان (أعزائنا المسافرين: حمدا لله على سلامة الوصول) بابتسامات جميلة من المضيفات والمضيفين، وكأن شيئا لم يكن! ختاما:- لا أريد النقد اللاذع، ولا أرغب في استرداد كرامتي كمواطن يدفع مقابل تنقلاته مالا ليس بالقليل، ولكني أتساءل: اين تلك الشعارات التي تطلقها الخطوط السعودية دوما، على أسماع المواطن الجازاني، عن الراحة والرفاهية المزعومتين، التي ينعم بها المسافر من والى جازان، وهل يا ترى سيتبدل الحال أم سيبقى ويظل إلى أن يرث الله اﻷرض ومن عليها ؟!