الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد : فإنه من عجيب ماترى في هذه الأزمنة التي كثر فيها أهل الشر ودعاة الفتن والروبيضة الذين كثيرا مايتكلمون عن بلادنا بلاد التوحيد والسنة ويطعنون فيها وخاصة من أبنائها الجهلة الذين يحرضونهم دعاة الفتن حتى لايهدأ لهم بال ولاتستكين لهم نفس حتى يشاهدوا القلاقل والفتن بأم أعينهم في بلادهم . واذا بينت الحق لهم قالوا كلمتهم المشهورة : أنت مع الحكومة وتدافع عنها والشيخ الفلاني معارض لها وينكر المنكر وأنتم لاتنكرون المنكر لأنكم مع الحكومة . ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ) سورة الكهف . نحن نسير على منهج نبوي قويم في معاملة الحكام وذلك بالنصح لهم وفق الشرع المطهر فالحاكم بشر ويحصل منه خطأ فهو ليس بمعصوم. فمالحل إذن ؟ الأمر محسوم وبينه نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فلا مزايدة على ذلك ومن يعترض فإنه يعترض على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى ربه تعالى لأن الله تعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ، ( قَالَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ لِهِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ : أَلَمْ تَسْمَعْ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذِي سُلْطَانٍ فَلا يُبْدِهِ عَلانِيَةً ، وَلَكِنْ يَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيَخْلُوا بِهِ ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ ، وَإِلا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ " . رواه ابن أبي عاصم في السنة . النصح والتشهير لأخطاء ولي الأمر غير جائزة بنص الحديث المذكور . والطريقة الصحيحة للنصيحة ورفع المظالم هي عن طريق المقابلة الشخصية للحاكم أو الكتابة له ورفع البرقيات ويوجد أرقام في الاتصالات لرفع البرقيات تصل بإذن الله تعالى ولاحجة لمن يقول أنها لاتصل أنت أديت الذي عليك وهذا توجيه النبي صلى الله عليه وسلم . وهذه هي الشجاعة والطريقة الصحيحة لا الغيبة والنميمة في المجالس فأين دين هؤلاء وأين وصية نبيهم صلى الله عليه وسلم ولم ضيعوها فلا حول ولا فوة إلا بالله . أين حب النبي صلى الله عليه وسلم ومتابعته أم الحب على مايقتضيه هواهم وأفكارهم !!! سبحان الله ويأتي من الجهلاء الذي ﻻيسمع إلا لمن أشرب من هواه ويقول : لماذا العالم لاينصح لولي الأمر ويبين ذلك للناس حتى يعرفوا أنه ينصح له؟ سبحان الله لما يتكلم الجهلاء يأتوا بالعجائب .ومن علامات الساعة إذا وسد الأمر لغير أهله . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) رواه البخاري . فياسبحان الله كيف تموج العقول في الفتن وتحتار الأنفس في وقت المحن. أقول لهذا يامن تؤصل المسائل برأيك المعوج أنت من تسأل عندما تحتاج لفتوى في دينك ألا تسأل العالم لماذا لأنه أعلم بأمور الدين . فإذا كنت تسأله وتطمئن له وتأمنه على أمور تتعلق بدينك وعقيدتك فلماذا تتردد وتتهم العلماء فيما يخص أمور دنياك كغلاء الأسعار والزيادات في الرواتب وتوظيف العاطلين فيا لتناقض هؤلاء الذين فضلوا الدنيا وزينتها على الآخرة ولم يتأسوا بنبيهم ولم يصدقوا أقوالهم بأفعالهم بأنهم يحبوا النبي صلى الله عليه وسلم اسمع وهذا ردا على سؤالك واجابته من صحابي جليل : أخرج أحمد بسنده عن سعيد بن جهمان قال: ( أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر فسلمت عليه.. قلت: فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم. قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة، ثم قال: ويحك يا ابن جهمان عليك بالسواد الأعظم ، عليك بالسواد الأعظم ، إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم فإن قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه) رواه ابن أبي عاصم في السنة . ومن العجب أنك حينما تختلف بلادنا أعزها الله بالتوحيد والسنة مع بلد آخر أو طعن فيها وفي علمائها وولاة أمرها إلا وتجد أشباه المنافقين والجهلاء والطغام يؤيدون كل عدو لبلادهم رغم ماتقدمه للاسلام والمسلمين ويشهد لها البعيد قبل القريب وهؤلاء المرجفين بلاء وشر نسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم هؤلاء الطغمة الفاسدة لايرون المصالح ويدرؤون المفاسد لاهم لهم الا بطونهم وفروجهم ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل أضل سبيلا ) سورة الفرقان الآية :44. وفي تفسير هذه الآية : والمعنى : بل تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون ، أي : لا تعتقد ذلك ولا تظنه ، فإنهم لا يسمعون الحق ولا يعقلونه ، أي : لا يدركونه بعقولهم : إن هم إلا كالأنعام ، أي : ما هم إلا كالأنعام ، التي هي الإبل والبقر والغنم في عدم سماع الحق وإدراكه ، بل هم أضل من الأنعام ، أي : أبعد عن فهم الحق وإدراكه . أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله . سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم قالها أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه لما شكوا له ظلم الحجاج ومافعله بهم ولأن أنس رضي الله عنه لايستدل الا بكتاب ربه تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أعطاهم العلاج النافع وصية من نبي الأمة صلى الله عليه وسلم المشفق الرحيم بأمته ومايصلح لهم : عن الزبير بن عدي أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه مانلقى من الحجاج فقال" اصبروا فإنه لايأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقواربكم"سمعته من نبيكم ﷺ. رواه البخاري . رضي الله عن أنس بن مالك ماذا لو كان حاضرا في زماننا !!! رضي الله عن صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم أجمعين. " فالصحابة هم أبر هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، وأقومها هديا ، وأحسنها حالا اختارهم الله لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وإقامة دينه . كما قاله ابن مسعود _رضي الله عنه . "فحبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة " (الاستيعاب - تفسير القرطبي) . وكلما مر الزمان زادت الفتن وزاد الشر والسعيد من سار على الكتاب والسنة والشقي من ركن لهواء وفضل آراء الرجال وزبالات الأفهام على شريعة الرحمن وعلى هدي سيد الأنام فذلك الخسران المبين فنعوذ بالله من حال هؤلاء السفهاء فهم لايعترفون بنعم الله عليهم من الأمن والايمان وسعة الرزق فاللهم لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ( أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين ) الأعراف الآية : 155 . وقوله : ( إن هي إلا فتنتك ) أي : ابتلاؤك واختبارك وامتحانك . قاله ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وأبو العالية ، وربيع بن أنس ، وغير واحد من علماء السلف والخلف . ولا معنى له غير ذلك ; يقول : إن الأمر إلا أمرك ، وإن الحكم إلا لك ، فما شئت كان ، تضل من تشاء ، وتهدي من تشاء ، ولا هادي لمن أضللت ، ولا مضل لمن هديت ، ولا معطي لما منعت ، ولا مانع لما أعطيت ، فالملك كله لك ، والحكم كله لك ، لك الخلق والأمر . تفسير القرآن العظيم . اللهم أحينا على التوحيد والسنة وأمتنا على التوحيد والسنة يارب العالمين اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين . 1 والحمد لله رب العالمين .