يعلم الجميع أن مصطلح "بلطجي" قد كان لا وجود له في كثير من الأقطار العربية عدا في مصر, حيث أن لفظ هذا المصطلح دارج يعود أصله إلى اللغة التركية، ويتكون من مقطعين: "بلطة" و"جي"؛ أي حامل البلطة، و"البلطة" كما هو معروف أداة للقطع والذبح , ولم يكن لهذا المصطلح أي رواج إلا بعد ظهور ما يسميه الإعلام الغربي ب ( ثورة الربيع العربي ), والذي لم يكن لينتشر لولا التلميع الذي ساهم به الإعلام العربي, حيث ظهر هذا المصطلح "بلطجي " بشكل كبير في وسائل الإعلام العربية بالتزامن مع الانتفاضة المصرية في 25 يناير، و ستنسخ في اليمن2011 م, مع تحريف المسمى إلى "بلاطجة" حسب الإقليم المحلية الدارجة . و لا يغيب عنا أن هذا المسمى قد حمل مرادفات أخرى، كالبلاطجة بالصياغة اليمنية، الشبيحة في سوريا، والشماكرية أو الشباب الملكي في المغرب، وميليشيا النظام في تونس، والمرتزقة في ليبيا و الرباطة في السودان , وأما عن تصنيف هذا المصطلح من الناحية السلوكية ولاجتماعية والجنائية من وجهة نظري كباحث, أرى أنه سلوك اجتماعي إجرامي, تمارسه فئة اجتماعية خارجة عن القانون مرتكبة جرائم غير قانونية أو إنسانية أو بهما معًا, حيث يدفع سالكوه إلى القيام بمهام خارجة عن القانون والفطرة الإنسانية السوية, مثل التهديد والاعتداء بالضرب والتنكيل والتخويف بالقوة والاختطاف والسلب والنهب والاغتصاب والقنص ... ولم يقف الأمر حتى هذا الحد, بل وصل الحال بهذه الفئة لتغلغل في وسائل الاعلام بكل انواعها في مسعى الى تحسين جهتهم التي يساندوها وتخويف الناس البسطاء وإقلاق الأمن وما إلى ذلك من الأدوار وكل ذلك من أجل فرض أو قمع رأي فرد أو جماعة والسيطرة عليها . وبحسب الموسوعة الحرة – ويكيبيديا – على شبكة الأنتر نت, " يعتقد أن ضباط مباحث أمن الدولة في مصر استخدموا هؤلاء "البلطجية" في التعامل مع النشطاء السياسيين، مستغلين حاجتهم إلى المال, حيث تنتمي غالبيتهم إلى مناطق وأحياء توصف بأنها هامشية , حيث ويتم تخييرهم بين أمرين, إما الاعتقال في حال عدم تنفيذ المهام التي توكل إليهم، وإما منحهم بضعة جنيهات في حال القبول والقيام بهذه المهام , وعادة ما يعرف المصريون البلطجية من شكلهم العام، حيث أنهم عادة ما يكونون ذوي خدوش و جروح عميقة في وجوههم، و لهم طريقة مميزة في ارتداء ملابسهم و أسماء شهرة غريبة من نوعها. وتتمثل خطورة هؤلاء "البلطجية" في كونهم "أدوات عنف بلا عقل"، فهي قد تفسد خطط من يستعين بها، حيث لا يقوم ضباط الأمن وكبار قيادات الداخلية بتقديم معلومات حقيقية لهؤلاء البلطجية، بل يعرضونهم إلى عمليات "غسيل مخ" بحيث يتم إقناعهم بأن الخصوم هم أعداء يجب ردعهم, وأن ما يقومون به سوف يحمي البلاد من أخطار الفتنة الكبيرة المحدقة بها، ولذا فإن الاستعانة بهؤلاء "البلطجية" تبقى محفوفة بالمخاطر" , ويرى مراقبون أن ظهور هذه الفئة الخارجة عن القانون "البلطجية "على مسرح الأحداث في الثورة المصرية أساء إلى صورة الحزب الحاكم وسارع في الاجهاز عليه. 1 ..