[size=5][b]بما أننا شعب ارتضينا الإسلام في كل شؤوننا.. على الأقل كما تعلمنا ذلك ولا أحد يشك أبدا في النية والتوجه الإسلامي في تعليمنا وتربيتنا وثقافتنا السائدة .. لكن لا أدري لماذا يهاجم المشائخ الإعلام كل مرة ؟ وقد نتفهم هذا الهجوم إذا كان تركيزه على تعديل المسار المنحرف قليلا . فهذا واجبهم لكن أن يتهم أكثر من شيخ مؤسسة إعلامية سعودية كالعربية والإم بي سي بأنها صهيونية كما فعل الشيخ العريفي وغيره فهنا نتساءل : إن كان كلامه صحيحا فكيف تسكت الحكومة وتصمت عن مؤسسة صهيونية تعمل لتشكيل الوعي لدى المواطنين وإن كان كاذبا فلماذا لا يعاقب على مثل هذا الكلام الخطير خاصة وأن كلامه ليس مثل كلام أي كاتب مغمور فهو له مريدوه الذين يعدون بالملايين ؟ أعتقد أن صمت مسؤولي هذه القنوات يشير إلى أنها مشبوهة فعلا .. وإلا لماذا لا يلجؤون للمحاكم ؟ فمثل هذا الاتهام أو شبهه لو حدث لمؤسسة أخرى في العالم الآخر لوصلت للمحاكم فإما أن يثبت المدعي كلامه ويكون مسؤولا عما قاله وإلا سيدفع غرامة بالملايين وربما أدخل السجن بسبب تشويه أهداف تلك القنوات التي تكون قد رسمت توجهها بوضوح وتكوت الجهات الرسمية تعلم ذلك يقينا . لا أحب الشيخ العريفي بصراحة لغثاثة أسلوبه وإثارته إلا أن ما نلاحظه على العربية وأخواتها من مجموعة الإم بي سي أنها تعاكس التوجه الإسلامي العادي -ولا أقول حتى المتشدد - في برامجها التي تغرس الانحلال الأخلاقي بكل ما في الكلمة من معنى . لدرجة أن بعض البرامج والأفلام تبث على تلك القنوات في وقت غير مناسب بحيث تشاهدها الأسرة كلها كبارا وصغارا بالغين ومراهقين وأطفالا . مع العلم أن بعض تلك البرامج والأفلام لا تقدمها القنوات الأجنبية إلا في ساعة متأخرة من الليل مصحوبة بتحذير يشير إلى عدم مناسبتها لمن هم أقل من 18 سنة . الحقيقة لم تعد القضية أن تلك القنوات تضاد الإسلام بل هي تضاد الأخلاق بوجه عام ففي العالم الغربي المتحرر تعد مثل هذه القنوات تجارية مشفرة وليست مجانية خاصة وأنها تعرض آخر ما يستجد من هوليود من أفلام . وقلما تجد قناة مجانية مثل مجموعة الإم بي سي تعرض أفلاما موجهة مثيرة وتعيدها طول اليوم من فيلم في فيلم وكلها لا تتناسب وتقاليدنا المحافظة بل ولا تناسب الأسر والعائلات ..لأنه حتى في دول العالم لا يسمحون بانفلات هكذا ! فإن كان هدفها تنوير الشعب وأنها قنوات موجهة لكبح جماح التيار المتشدد حتى لا يطغى على الناشئة وأدلجة الجميع فإنها أبعدت النجعة كثيرا وأفرطت في ردّ الفعل وأصبحت أكثر خطورة من التشدد . هل حكم علينا إما أن نكون متشددين منغلقين أو منحرفين منحلين ؟ ما هذا العبث الأخلاقي من الجهتين ؟! ربما أخطات في الاستنتاج لأن ما أعرفه أن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار معاكس له في الاتجاه . بمعنى كلما أفرط المتشددون أفرط المنحلون لكي تكون النتيجة صفرا .. فهل نحن شعب صفر ؟ 1][/SIZ]