وتستمر الحكاية وتلتهب في أعماقهنِّ الفُ رواية, وتزداد الحسرة ولا ينقطع الألم, وتنسكب العبرة وقد مزجت بزفراتِ ندم , بالأمس سقتها السماء بالخيرات واليوم تسقيها الأرض سموم البشر, أحبت الإسلام فأعتنقته وقد كانت تؤمن بعدل البشر في بلد الإسلام. ولكنّ البعض جعل من الإسلام رداءاً يرتديه عند الصلوات ووقت الصيام و في الديانة وفي البيت الحرام, ويخلعه عند المال والشهوات وفعل الحرام, والبعض يجد لذة الظلم حين يرى عبرات الضعفاء وأنين الأبرياء , فكأنه يستنشق العطر من آهات البؤساء وحسرات النساء , فأين أهل الرحمة أم أن الأرض باتت بلا أناسٍ رحماء !! بل أنهم يحسبون- وأقصد هنا من تجبر وتكبر وظلم وفجر و فعل المنكر وتناسى بأن الله هو الأكبر وأنه الأقوى والأقدر وفي ناره ما تأمل يوما ولا فكّر - أن المال هو القوة التي يستطيعون عن طريقها فعل ما يشاؤون دون خوف أو رادع . ففي المقال السابق الذي نشر في صحيفة جازان الإلكترونية وصحيفة فيفاء يوم الثلاثاء الفائت بعنوان (أين نحن والإسلام أين؟), والذي تحدثت فيه عن الظلم الذي يتعرض له العاملين والعاملات من دول شرق اسيا في بعض المنشآت الخاصة في بلادنا, وبما أنني خصصت جل مقالي لممرضتين طعنا من خنجر الغدر من إداراتهن فسأستمر بطرح كل جديد في قضيتهن فأنا وادارة مكتب العمل بموظفها الأخ الفاضل / يحيي القصيري- الذي جد في موضوعهن وأرتحل حاملا قلادة الأمانة في عاتقه ومهتما بإظهار الحق لأهله – مستمران في متابعة كل جديد وسأطرحه بكل مصداقية ولن أبالي في الحق لومة لائم أبدا!!! ذهبت لمكتب العمل في اليوم التالي وبعد لقائي بمدير المكتب الخلوق , قام بإرسال القصيري الذي تعامل مع الموقف بكل حزم وحكمة و بعد حوار طال مع مالك المستوصف ومديره ومندوبه ,توصلنا الى استخراج فيز خروج نهائي لهنّ واصدار تذاكر سفر وتصفية جميع ما تبقى لهنّ من حقوق . فكانت نتيجة هذا اللقاء حاضرة في اليوم الذي يليه فقد قامت ادارة المستوصف بإصدار تأشيرة خروج نهائي و اعطائهن كل حقوقهن وأجّلَ إصدار تذاكرهن الى أجل غير مسمى, فما زال في فم الثعبان سمٌ وفي قلبه حقدٌ وغل . ففي مساء نفس اليوم , أجبرهنَّ المستوصف بمغادرة جازان والإتجاه الى ابها , وعند الرفض هددهن بإحضار الشرطة , إستسلمتا للأمر فلا حول لهما ولا قوّة وغادرتا المنطقة وفوجئتا هناك بعدم اصدار تذاكر سفر وأمرهن المالك بالبقاء في السعودية لمدة شهرين آخرين انتقاما لشكواهما بالمستوصف على مكتب العمل!! وأنه سيقوم بعملٍ (لا أعرف مسماه في مجال الوزارة )ولكنه يمنعهما من الحضور للسعودية من أجل العمل مرةً أخرى ولو كان في مستوصف او مستشفىً آخر ,كانتا تبحثان عن الحق والعدل , ففاجأهما عند منتصف الطريق عودة الظالم بظلمه وابراز قوته مثبتاً أن الحق دوما مع القوي لا مع الضعيف , والقوي ليس بقوي الجسد فحسب , وانما قوي الجسد و المنصب والمال ؛ وانهما بنظره لا تساويان شيئا بالنسبة له والشكوى ليست إلاّ روتينا لا ينفع ولا يضر بل يزيد الظالم قوة فقد وجد كل السبل متاحة له بعد توقفها في مكتب العمل . أتساءل هنا عن سفارات تلك الدول بومدى متابعة أوضاع رعاياها والتواصل مع الجهات المختصة لعرض ما يهم رعاياها على الجهات العليا التي لاشك ستنصفهم من تعسف المنشأت الخاصة التي تستغل كفالاتها بتسفير مستخدميها دون مبرر. الجدير بالذكر, أن ادارة المستوصف استطاعت الحصول على تسع فيز استقدام جديدة لممرضات أخر, ووجدت كل ما تتمنى حاضرا على طبق من ذهب, وما زالت حسرة أهل الحق مستمرة والظلم بيّن فمن للضعفاء إذاً ؟ علماً بأن كل هذا ينبع بإسم الإسلام ولا يضر إلاّ سمعة الإسلام عند غير المسلمين. أخيرا , من سيثق بعد كل هذا الجور بعدل الإسلام أيها السّادة ؟ 1