كثيرٌ منا والله يشكوا عدم توفيقه في الحياة أو قلة ماله وابنائه , أو مرض ألم به أو هم وغم لم يعرف له سببا ؛ فتراه متذمرا من نفسه مستاء من حاله ، غلبه اليأس وحطمته قسوة ظروف الحياه حتى أنه اوشك أن يهلك نفسه بيده , أو ربما تجده في بعض الأحيان أو غالبها رافعا راية الاستسلام متشائما من حياته ,لكن عند هذه اللحظات بل قبل أن تحدث أريد أن أقول شيئا واحدا قبل أن أذكّر هذه الفئة بما هو لها من الله في هذه الدنيا من كنوز لم يحسنوا البحث عنها أو التصرف بها ؛ ولربما كنت يوما من الايام واحدة منهم ، ما أريد أن أذكر به فقط أولا وأخيرا احسن الظن بالله خالقك ورازقك ولمن له في نفسك أفضالا لا تعد ولا تحصى . أخي أختي والله مانحن على هذه الأرض إلا ضيوف وسنرحل عنها بقدرة الله آجلا أم عاجلا , وما يجب علينا فيها فقط التأدب وحسن التصرف فما نحن في هذه الدنيا إلا في فصول إمتحانات وإختبارات إلهيه ولكل مجتهد نصيب ، فلماذا التذمر والضيق , ولماذا القنوط واليأس أحيانا نتمنى أشياء ولا نتوفق فيها فنتذمر وننعي حظنا فلماذا ؟ فالله يعلم ما لا نعلم ،فلو كان لنا فيها خيرا في الدنيا لمنحنا إباها , ولكنه حكيم خبير يعلم ما يناسبنا وما لا يناسبنا ولكننا يجب لأن نحسن الظن به , وأحيانا تذهب منا أشياء كنا نظن أو نعتبرها سر سعادتنا ولكنه يأخذها منا قبل أن تكون سبب تعاستنا فمنا من شكر , ومنا من كفر والله المستعان. أخي أختي إن أغلق عنك بابا فأعلم أن الله قد فتح لك بدله ألف باب , فقط ابحث عنها جيدا وستجده حتما , وقبل هذا كله لنحسن الظن به فقط ,فقد جربت وذهبت مني أشياء كنت أظن أنها بداية حياتي أو مستقبلي ,ولكن لم ايأس وضللت أبحث عنها , وسخرت كل الأسباب في ذالك إلا أنها إلى الآن لم تعد , فما علي قد فعلته وإنني بالله العلي القدير محسنة الظن به , فلربما ليس لي فيها خيرا , أو لم يحن الوقت المناسب لاستعادتها , أو ربما لي من الله ما هو أكبر وانفع مما أظن فلنحسن الظن بالله ، إن لم نوفَّق في شيء فلا يجب أن نيأس بل نفعل بالأسباب فإن أتتنا فهي حتما لنا , وإن لم تأتنا فلنعلم بأنها لا تناسبنا , أو لم يحن وقتها بعد ولله في حكمته مقصد . وأخيرا أوصيكم ونفسي بالأستغفار فوالله إنه لراحة من سموم الحياة ,وتفريجا للهموم وسببا في نيل الرزق الحلال الطيب بإذن الله ولكن بإحسان الظن بالله فالبعض يقول أنا أفعل وأصنع ولا أرى له أثرا نافعا , فهنا أتوقف وأقول هنالك فرق بين من يعمل وهو محسن الظن بربه ومن يعمل فقط ليجرب مع الله وحتى أن البعض تجده كثير الاستغفار والتسبيح لربه فأن فرج عنه لم يعد كما كان في شدته , هنا أقول اعرف الله في الرخاء والشدة فالاستغفار راحة تامة دائما قبل أن يكون سببا لقضاء حاجة فقط فالاستغفار والتوبة عبادتان عظيمتان , فبالاستغفار ستسعدون وتنعمون وترزقون , قال تعالى : ( ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) نوح10_12 , إذا فلنحسن الظن به اسأل الله العلي القدير أن يرفع قدرنا في الدنيا والآخرة ويرضى عنا . 1