الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه أجمعين إن من أخلاق المسلم التي أوجب عليه الاسلام أن يتصف بها بين الناس وأن يتحلى بها خلق العدل والإنصاف بين الناس وأن ينتهي ويترك خلق الجهل والظلم والإساءة الى الناس لما يترتب على ترك هذا الخلق العظيم من تدمير الكثير من الخير , فيفترق الاخوة عن إخوتهم والاباء عن ابنائهم والنساء عن أزواجهم والجيران مع جيرانهم والله المستعان . إن صفة التثبت والتبين مما إتصف به الاخيار أهل العدل والمروءة فتراهم يتبينون الحقيقة ويبحثون عن الحق ولو كلفهم الجهد والوقت فلا يلتفتون لكل مايدار حولهم من ترهات السفهاء وخزعبلاتهم . ويقول الله تعالى : " يأيها الذين آمنوا إن جآءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " ؛ فكم من الناس قيل له : إن فلان قال كذا وكذا ، فيقول : عليه من الله ما يستحق بل هو ما فيه كذا وكذا ، فلو تثبت وتبين العلم أن فلان ما قالها ولكن العجلة من الشيطان كما قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم : (التأني من الرحمن والعجلة من الشيطان , فمن لم يندم في الدنيا فسصيبه الندم عند الله عز وجل يوم القيامة ....فيأتي فلان ويقول : يا رب إن فلان تكلم وقال كذا وكذا ، فيأتي الآخر ويأخذ من حسناته وهذا من حسناته ، فهذا إن تعلق الأمر بشخص واحد فكيف بجموعة من الناس , نسأل الله السلامة والعافية . يقول وكيع بن الجراح : أنه ذكر رجل من السلف فقال ذلك رجل صالح وللحديث رجال فلا ينقل عنهم الحديث إلا أن بعد أن يتبين ويتثبت ،،،،والله عز وجل يقول : (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً, ويقول الحسن البصري رحمه الله : "المؤمن وقاف حتى يتبين " , فحادثة الإفك وماكان في الخلق العظيم الذي تمثل به رسول الله صلى الله عليه وسلم ...شهراً كاملاً والناس يتكلمون والخبر انتشر وبعض الصحابة رضوان الله عليهم وقعوا في ذلك الأمر ولكن عفة اللسان منعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإتهام في ذلك الأمر , فإذا به يسأل زينب ويسأل بريرة ويتثبت من أمر عائشة رضي الله عنها , وإذا بالخبر يأتيه من السماء . يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم خبر بني سلمة ، أي أنهم سينقلون من بيوتهم وسيشترون بيوت قريبة من المسجد فجآءهم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : "يا بني سلمة أنه بلغني أنكم ستنقلون قرب المسجد "، قالوا : "نعم يا رسول الله "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بني سلمة دياركم دياركم تكتب لكم آثاركم ". فلم يتكلم عليهم ولم ينقل لهم النصحية من وراء ظهورهم إلا بعد أن يتثبت لأنه امتثل بقول الله تعالى : "...فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " خلاصة القول قليتق الله كل من ظلم الناس ونهش في أعراضهم وليسارع الى التوبة الى الله وطلب العفو والصفح عن من ظلمهم قبل أن يقفوا أمام الله ويقتص للمظلوم من الظالم " اتقوا دعوة المظلوم فلبس بينها وبين الله حجاب " والله المستعان سبحانه. 1