الاعلام أصبح يشكل سلطة لايستهان بها في وقتنا الحاضر , وله تأثيره القوي في مجتمعنا خاصة , ومن المعروف أن الاعلام سلاح ذو حدين مثله مثل أي وسيلة تخاطب جماهيرية ؛ آحر ولوسلمنا جدلا بأن إعلامنا إيجابي يعالج قضايانا بشفافية وله مساهمته في حل قضايا المجتمع ومعالجة السلبيات وتغيير نظرة الفرد نحو الصحيح , ولكن هذا التسليم لايمكن أن يكون مطلقا لإن غالبية إعلامنا ينقصه مخاطبة الفكر كونه ينطلق من العاطفة ويخاطب عاطفة المتلقي. مغالبية معدي ومقدمي البرنامج التليفيزونية والاذاعية ؛ والكتاب وخطباء الجوامع ينطلقون من توجه بمخاطبة العواطف بأسلوب عاطفي يركز على استدرار عاطفة المتلقي لافكره, سواء فرحا أو حزنا ,فيجعل طرحه بسيطا ليتحقق له الهدف لما للعاطفة من تأثير على المشاهد أو القارئ أو المستمع. و على سبيل المثال لا الحصر, نلمس مايقدمه الاعلام الرياضي من تهييج للعواطف بعيدا عن الموضوعية والواقعية ولا يتناولها باحترام عقل المتلقي بل يعمد للتعميم للتأثير على عاطفة المتلقي لترويج طرحه وتسويق منتجه الاعلامي , وأيضا بشتى مناحي الحياة يتناولها إعلامنا بمخاطبة العواطف لذلك نُشِّئنا على أن تُخاطب عواطفنا,ونقيم الامور وفقا لذلك. من هذا المنطلق أرى أنه يتوجب على إعلامنا المكتوب والمسموع والمرئي أن يقدم قضايانا ويناقشها ويعالجها كفكر, ويطرحها باحترام فكر وعقلية المتلقي لا عاطفته فقط حتى ينشأ جيل يقبل ويرفض وفقا لفكره ,لا لماتتقبله وترفضه عاطفته. 1