يشكو الكثير من الآباء والأمهات من أن بعض أطفالهم لا يهتمون بالنظام ولا يشعرون بالمسؤولية ، ولا يكترثون بعقاب .. ويسألون عن أسباب ذلك ، والوسيلة التي تعلم بها الطفل النظام . والواقع أنه يجب على الطفل أن يكتشف أنه لا يستطيع الحصول على كل شيء ، وأن يقبل ضبط نفسه عند الحاجة ، وأن يقبل كلمة ( لا ) وأن يتعلم النظام ، ويتعلم ما هو أمان وما هو خطر , فالطفل الذي ينشأ دون نظام فغالبا ما يكون غير محبوب من قبل بعض أفراد أسرته وجيرانه وفي المدرسة ، وتنتابه ثورات الغضب ، وقد يكون أنانيا ، غير مهذب ، متمردا ، ومستهدفا للحوادث بصفة خاصة ؛ ذن متى نبدأ نعلم الطفل النظام ؟ فلا يمكن أن نعلم الطفل النظام حتى يصل إلى عمر مناسب يمكنه من فهمه وإدراكه ، فالطفل العادي في عمر ثلاث سنوات يمكنه تعلم الكثير ، أما في عمر عام واحد فإنه يستحيل عليه أن يتعلم شيئا . ولكن الأساس يوضع في السنوات المبكرة ، لأن الطفل الذي لا خبرة له بالحب يحتمل ألا يقبل النظام بسهولة ، وأساس النظام هو الحب المتبادل والاحترام . فالطفل الذي يطيع لأنه يحترم والديه ويسعى إلى إرضائهما ويعلم أنه سيفقد الحب إذا عصاهما . وفي المدرسة يراعي الأطفال تحسين سلوكهم في وجود المعلمين الذين يحترمونهم . أي أنه لكي نساعد طفلا على أن يسلك سلوكا حسنا ، وأن يكون أمينا ، محبا ، عطوفا ، وأن يضبط تصرفاته ، ويعتذر عن أخطائه حينما يفقد أعصابه. لذلك يجب أن نهيئ له القدوة الحسنة , كما يجب أن نقتدي بنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام في تربيته للأطفال ، وأيضا في تعامله معهم و أن يكون النظام ثابتا ، فمن الخطأ أن نمنع شيئا في وقت ما ، ثم نسمح به في وقت آخر ، ومن الأخطاء التربوية الذريعة أن يسمح أحد الوالدين ما يمنعه الآخر ، أو حينما يتدخل الجد أو الجدة في أمر ما ، ويسمحا للطفل بأداء شيء حاول الوالدان منعه , كما يجب أن يكون النظام مرنا ، وأ ن نعمل على ترشيد الأوامر والنواهي بالقدر الملائم وعدم الإفراط فيها مع ضرورة وجود أسباب وجيهة تبرزها بحيث يفهمها الطفل , ومن أكثر الأخطاء شيوعا في تعليم النظام هو الفشل في الإصرار على الطاعة , وألا فائدة من التصرفات التي لا يتحكم فيها المعلم بأعصابه أثناء تعليم الطفل ، فالضرب والشخط لا يعنيان بالنسبة له أكثر من ذلك. 1 رئيس قسم التوجيه والإرشاد بمكتب التربية والتعليم بمحافظة بيش