تابعت عبر الإعلام كما تابع غيري قضية متعهد السقيا بقرى مركز السهي , الناس هناك يصرخون ويستنجدون بإدارة مياه جازان جراء تلاعب متعهد السقيا بهم وانقطاعه عنهم وفي المقابل لا صدى لأصواتهم ولا سامع لصرخاتهم , والمثير للدهشة في الموضوع والباعث لكل علامات الاستفهام المتعجبة أنه وبدلاً من ظهور إدارة مياه جازان بمظهر الفارس المنجد والمنقذ المتفهم لحاجة الناس للماء في بلد كبلدنا ظهرت بمظهر مغاير للمتوقع فقد رأيناها وهي تخرج علينا بتصاريح بدت فيها وكأنها تدافع عن المتعهد وتبرر فعله عبر تأكيدها أنه ينقل الماء النقي إلى أفواه قرى مركز السهي, مدللة على أقوالها بتقارير زودها بها متعهد السقيا نفسه على ما يبدو تحتوي أسماء أثارت تعجّب الأهالي كونها غير موجودة على أرض الواقع , كما أكدوا في مشاهدهم وبياناتهم المنشورة ,كما تعجبوا من عدم تصديق إدارة المياه لكلامهم , ورفعوا أصواتهم مدلّلين أن كل الدفوعات التي قدمها المتحدث الإعلامي لإدارة المياه بجازان غير صحيحة وأنها حوت أسماء مجهولة وأن متعهد السقيا منقطع عن عمله . ليخرج علينا نفس المتحدث مرة أخرى مؤكداً أن إدارته القابعة في برجها العاجي لم يتقدم أي مواطن إليها بشكوى بهذا الخصوص ! ومن تلك التبريرات والدفوعات التي نشرتها المديرية العامة للمياه بجازان عبر قنوات إعلامية منها هذه الصحيفة توصلتُ لاستنتاجين أولاهما : أن خللاً أكيداً في آلية متابعة دفع مستحقات المتعهد المالية لاعتمادها فقط على مشاهد وأوراق عائمة بعيدة عن الواقع ؛ تساعد على تلاعب المتعهد ومن ثم ضياع حق المواطن في خدمة كفلتها له الدولة ودفعت لإيصالها أمولاً ضخمة, والثاني أن إدارة المياه لم تقم بتاتاً بمتابعة متعهد السقيا متابعة ميدانية عبر زيارة للمنازل للتأكد من قيامه بعمله في نقل وتأمين المياه الصالحة للشرب وإيصالها للمستفيدين من الخدمة بشكل منتظم وسلس ودون مماحكات, كما أنها أي إدارة المياه لا تلتقي بالموطنين لأخذ آرائهم كنوع من التغذية الراجعة . ولو أن متعهد السقيا قام بنقل ماء ملوث وغير صالح للشرب للناس فلن يجد من يتابعه ,أو حتى لو كانت صهاريج النقل التي يستخدمها غير صالحة صحياً للقيام بالمهمة فلن يجد من يردعه أو أنه حتى لو لم يقم بعمله نهائياً مستغفلاً المواطنين فلن يجد من يحاسبه ؟ لأنه فهو في النهاية سيحمل أوراقاً ومشاهداً موقعة بأي طريقة حاملة أي أسماء ومن ثم يتجه بها لإدارة المياه بجازان حيث سيجد الترحيب ,وبكل رحابة صدر منها ودون أي مماحكة ستقدم له كعكته المليونية دون وجه حق . يا إدارة المياه بجازان نحن نعرف مدى عظم المسؤولية الملقاة على عاتقك ,وندرك تماماً ضغط العمل الذي يواجه مسؤوليك الكرام ,ونعرف أن قرى جازان متباعدة وتعج بالغبار والشمس الحارقة , لكن كل ذلك لا يعطيك الحق في تقوقع مسؤوليك في مكاتبهم وانتظار شكاوي المواطنين لتصل إليهم وعدم قيامهم بجولات ميدانية يلتقوا فيها مع المواطنين من أجل تتبع هؤلاء المتعهدين الذين يطففون على الناس ويشفطون أموال الوطن دون وجه حق . السؤال الأخير كم متعهد سقيا في منطقة جازان لايزال يتلاعب بحقوق الناس ولا حسيب ولا رقيب ولا حس ولا خبر؟. 1 [email protected]