لست مع القتل بكافة أشكاله وأنواعه وأساليبه،ولا مع من يقتّلون ويمارسون التعذيب والاضطهاد في حق شعوبهم،ويحجبون عنهم شمس الحرية التي هي أبسط حقوقهم،ولا أقف ضد من يطالب بحقه حتى ولو كان في رغيف خبر،لكن في هذه الفترة التي أصفها فترة البكاء والتباكي على الأطفال في سوريا من الواجب علينا أن نتذكر أنه قبل سنوات قليلة كان يحصد في العراق آلاف المسلمين العزل يومياً،وتنتهك مئات الأعراض وتهدم المقدسات وتيتم الأطفال وترمل النساء تحت أنظار وأسماع العالم،ولم نجد-حينذاك-من يبكي عليهم وكأن الأمر لا يعني إلا العراقيين أنفسهم!! هل هي الآلة الإعلامية التي تستطيع أن تحرك الغرائز والمشاعر نحو الاتجاه الذي تريده وبالشكل الذي تريده؟! الأمر الذي يدعو للحيرة والتساؤل بالنسبة للوضع في سوريا الآن هو أن التركيز الإعلامي والذي يصوب عدسات كاميراته وأبواق صحفه نحو إبراز مدى المعاناة التي يتعرض عله الشعب السوري وخصوصاً الأطفال من قبل حكومة بشار! لا نطالع على شاشات التلفاز ولا تنقل القنوات الفضائية سوى أخبار ومشاهد القتل والتشريد والمخيمات والملاجئ. هذا التركيز الإعلامي يطرح سؤالاً مهما:لماذا الاهتمام بهذا الجانب؟هلا حباً في الأطفال السوريين أو حرصاً عليهم؟ الجواب لا بالتأكيد فأطفال شعوب العالم الثالث لا يمثلون اهتمام الحكومات الغريبة إلا إذا كان لها مصلحة في ذلك. أعتقد بأنها محاولة جر وسحب بشار للتصادم مع المنظمات الإنسانية والحقوقية العالمية وبالتالي تجييش العالم ضده بناء على قرارات تصدر من الأممالمتحدة تتعلق بممارسة الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية؟ ربما لم يجد الغرب أسلحة دمار شامل في سوريا وإلا كان انتدب الجنرال كولن باول ليقف أمام العالم ويعرض صوراً مفبركة كما حصل عندما ألقى خطابه " سيء السمعة " الذي القاه في الاممالمتحدة في شباط 2003 أبان الغزو الأمريكي للعراق وإدعائه بوجود أسلحة دمار شامل في العراق والتي لم يعرف مكانها احد إلى الآن ولن يعرف مكانها لأنها كانت إدعاءات غير صادقة كان الهدف منها إيجاد ذريعة لغزو العراق كما يحصل الآن في سوريا. 1