يوم الجمعة الماضي ذهبنا بسيارتنا الخاصة ذات اللوحة الإسرائيلية من حيفا إلى القدس لهدفين ، أولا للصلاة في المسجد الأقصى تنفيذا لحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومسجد الأقصى ) ، والثاني بهدف دعم إخوتنا المرابطين في القدس والشباب المدافعين عن المسجد الأقصى المتأهبين دائما للدفاع عنه أمام التعديات والهجمات الإسرائيلية التي يقوم بها الجنود والمستوطنون الإسرائيليون يوميا تقريبا ، ولنشعر أنفسنا أنه مهما طالت المسافة وتعقدت القضية وارتفع جدار الفصل العنصري سنبقى الشعب الواحد الموحد الملبي لنداء الجهاد ، وكيف لا ونحن من قال فيهم رسولنا الكريم (لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين ، لعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء ، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ، قالوا: يا رسول الله وأين هم ؟ قال : ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ) . إلا أنّ المفاجأة كانت هذه المرة من الجنود الإسرائيليين الإرهابيين كما كل مرة يحاولون منع الفلسطينيين اللذين أعمارهم تقل عن الأربعين وأحيانا الخمسين وأخرى الستين وغالبا الأحياء منهم والأموات من زيارة القدس والمسجد الأقصى والصلاة فيه ، فقد دفعني جندي إسرائيلي وضربني بعقب بندقيته على صدري وأسقط الحجاب عن رأسي ، قائلا بلكنته العربية كما العرب العاربة الجديدة ، ( برة برة ) ( أنت عربي ما بتفهم أرجع ... ) ، ممنوع زيارة القدس ، ممنوع دخول الأقصى ، ( أنتوا عرب ما بتفهموا ) ، ( ما بتقرءوا ) ، شيوخكم قالوا لكم حرام زيارة القدس ، ألم تسمعوا بفتاوى القرضاوي رضيت إسرائيل عنه ، وفتاوى بعض مشايخ الأزهر رضيت أمريكا عنهم ، ( برة برة ارجع بيتك ) . ساعتها لم أكن فاعلة شيئا لضعفي ولقلة حيلتي وهواني على الناس ، فلو كنت أعرف أنّ صرختي سيكون لها من سيهب ملبياً لصرخت وا زعماء ... وا عرباه ... وا ثوار الربيع العربي ، وحتى لو كنت أعرف أنه سيسمعني في لحده لصرخت كما العمورية وا معتصماه ، إلا رافعة كفيَّ للسماء داعية الله العلي القدير أن يأخذ كل شيوخ الإفتاء المتأسلمين ويريحنا ويريح جميع أخوتنا العرب من شرورهم ، ويرسل الله على ساحات الحرية الجديدة التي لا تلفت إلى القدس وفلسطين طيور الأبابيل لترمي طلاب الدنيا والمنافقين فيها بحمم من سجيل ، ففتاوى القرضاوي البابا الجديد للمتأسلمين الجدد كانت سببا في خلع أخواتنا المسلمات للحجاب في فرنسا قهرا وبقوة الفرنجة وفي كثير من البلاد الأوروبية ، ففتواه بهذا الخصوص لا شك تذكرونها ، وفتاواه الدموية التي ما زالت حاضرة بالأذهان كانت سببا في مقتل العشرات من النساء المسلمات في ليبيا ، تمام كما كانت فتاوى السيستاني التي أودت بحياة الكثير من المسلمات السنيات في العراق مقابل ملايين الدولارات ، بزعم تخليص شيعة العراق وإيران وبعض العرب من نظام صدام حسين الذي يتباكى عليه اليوم الجلادين والمجرمين والضحايا . فيا إخوتي في الإسلام ، يا أحباب القدس والأقصى ، يا من تحدثكم أنفسكم بالجهاد حتى لا تكتبوا عند الله من المنافقين ومن الأعراب المتخلفين عنه ، ها هي فتاوى القرضاوي ومن على شاكلته باتت ترتكز عليها العسكرية الإسرائيلية والمستوطنين اليهود بمنعنا من زيارة القدس ودخولها إلا ما كتب الله لنا خفية ، أما ولأنني منعت كما كل الشباب والعرب من زيادة القدس وحتى من دخولها بسببها فهذه صرختي : جزا الله خيرا وكتبه شهيدا عنده من أقتلع رؤوس اليهود وحطم بنيانهم الذي بنوه ريبة ، ومن قطع ألسن من يفتون اليوم ضد القدس وفلسطين ولصالح إسرائيل التي شحذوها على مسن البيت الأبيض ولمعوها بلحس بساطير اليهود . [email protected] 1