لم أعلق آمالي ذات يوم على المنظمات والهيئات الأممية ، ليقيني بأنها إنما نشأت لفرض نفوذ وتحقيق مصالح تنفرد بها دول على حساب الأخرى ، وأكبر دليل هو احتكار الدول العظمى لحق النقض ( الفيتو ) ، وهذا بحد ذاته مبدأ عنصري ومناقض لمبادئ الديموقراطية التي يتشدق بها دعاة الباطل . كم كنت أتمنى أن يكون لأمتنا الاسلامية والعربية هيئة أممية ، نقرر من خلالها مصائرنا، ونصوغ سياساتنا بما يتفق مع هويتنا ومصالحنا . ولكن ما أشبه السياسات العقيمة ببعضها، فبينما اصدقاء السلام الأممي يبحثون منذ 50 عاما عن الحلول السياسية لقضية الشعب الفلسطيني، في ظل استمرار سياسة القمع والإبادة العنصرية الاسرائيلية ، نجد أصدقاء سورية يأتمرون لطرح الحلول التخديرية لاستمرار "جزار سورية " في مسرحية إراقة المزيد من الدماء، ومن ثم مكافأته بمنحه وعائلته الملجأ الآمن .. بوركت يا ابن ( الفيصل ) فقد فصلت بين الحق والباطل، وأحكمت البيان، وكشفت المؤامرة . فالشعب السوري شعب حر عزيز النفس ، وليس أكبر همه حشو معدته بأطايب الطعام والشراب ، ولايعاني من الجوع بقدر ما يعاني من الظلم والقهر والإبادة . وكان الأجدر بدعاة الحرية والحق الانساني قول كلمة الحق ،والاتفاق على أن من يقتل شعبه فعليه التنحي جانبا،وترك الشعب ليقرر مصيره . 1