على الرغم من الجهود الجبارة والمكلفة والتي بذلتها الجامعة العربية بالتعاون مع الغرب ضد النظام السوري لانجاح ما يسمى بالثورة السورية والتي اثبت صمود نظام بشار الاسد ودبلوماسيته انها محض عصابات متفرقة متشرذمه تبحث عن حكم تحدوها حلقات المسلسل الليبي والذي لم تتمكن بعض الدول التي صنعته من تكراره في سوريا والسبب ان العالم بحكوماته وشعوبه قد ادرك بشاعة المؤامرة وخدمتها لاهداف ابعد ما تكون عن قيم الحرية والديمقراطية التي تبحث عنها الشعوب العربية فكان ثمن حرية الليبيين والتي امطرتها سحب حلف الناتو لتثمر ميليشيا متعددة الاهداف والنوايا وفي احسن حالاتها ليس بديلا مناسبا عن تماسك الدولة حتى في ظل حكم ديكتاتوري شمولي...والامثلة كثيرة ليس ادل من النموذج الافغاني ..والنموذج الصومالي. وللاسف فإن دعاة الاصلاح والديمقراطية قد انساقوا في ركب اصحاب المصالح والاجندات المشبوهة والتي امتطت منذ بداية الثورة الليبية صهوة الربيع العربي -والذي اصبح حصان طروادة – لكي تصول وتجول في دس السموم ورسم المؤمرات خدمة لمصالحها وليس ادل من ان حملة لواء الديمقراطية والحرية للشعوب من بعض الحكام العرب لا يؤمنون بها فكما يقول المثل كيف لفاقد الشيء ان يعطيه وكيف لدولة لازالت تحكم بموجب السلطة الالهية كما يسميها فقهاء القانون والتي كانت سائدة ابان العصور الوسطى ان تحشد وتتباكى على قيم الحرية وتداول السلطة للشعب السوري وشعبها يرزح تحت وطأة الحكم الشمولي الاستبدادي. وعوداً على الجهود العربية الغربية والتي فشلت وتحطمت على صخرة الصين وروسيا وجعلت موقف الغرب وحلفائهم محرجا للغاية سيما وان الروس قد سوقوا لموقفهم تحت عنوان حماية القانون الدولي وهو السوط الذي يستخدمه الغرب كلما اراد ان ينفذ سيناريو السيطرة والهيمنة على الدول الصغيرة وبالذات دول الشرق الاوسط..واستطاع الروس بهذه الحجة ان يضعفوا الموقف الغربي ثم العربي فأصبحت كفتي الميزان متساوية وليس امام الغرب الا ان يبحثوا عن مخرج يحفظ ماء الوجه ويتيح لهم التراجع عن سقف المطالب العالي الذي تبنوه نتيجة للتسرع والمراهنة الخاطئة على مدى قوة المعارضة السورية وشعبيتها في الداخل . وقد تمثل هذا المخرج بتكليف كوفي عنان بما يحمل من رمزية تؤهله لان يكون موضع ثقة امام العالم فدوره ابان احتلال العراق اعطاه نوعا من المصداقية اضافة الى جهوده الدبلوماسية في تلك الفترة والتي وبالرغم من عدم نجاحها الا انها تسجل لصالحه. ومن المؤكد ان المهمة الملقاة على عاتقه في المسألة السورية ليست بالامر اليسير ولكنها تمثل في نظر الكثيرين البيضة التي سوف ترجح كفة الميزان ليس لصالح احد وانما لكي تعيد له التوازن بعد الاختلال والهدوء بعد التشنج. اما بخصوص ما سوف تسفر عنه جهود هذا الرجل فالله اعلم...ولكن من الواضح انه وفي ظل انقسام المعارضة السورية والانشقاقات التي تشهدها اضافة الى تشدد الموقف الروسي حيال بقاء النظام السوري ومنع التدخل الخارجي بكافة اشكاله فسوف تميل الكفة لصالح النظام الرسمي السوري وهذا ما يتمناه الكثير من ابناء الامة العربية خوفاً وطمعاً خوفاً على تفكك سوريا وطمعاً في ان يغير نظام بشار الاسد من سياسته تجاه شعبه نحو غد افضل لابناء سوريا... وهذا اضعف الايمان. قيس عمر المعيش العجارمه المملكة الاردنية الهاشمية 1