لم يكن في مخيلة حكم مباراة فريقي الاهلي والمصري حينما اطلق صافرة بدء المباراة بأنّه يحكّم بين اربع فرق فالطبيعي انّه كان مسؤولاً عن تحكيم مباراة رياضية وليست سياسية على ارض استاد بورسعيد وليست على ارض مصر كلها والتي انتهت بفوز فريق المصري على فريق الاهلي الا ان الاحداث التي اعقبت تلك المباراة كشفت عن وجود فريقين آخرين يتنافسان على دوري مصر السياسي وهما فريق ثورة 25 يناير وفريق الثورة المضادة لها وقوى الشد العكسي....وللاسف فإن الفريق الاخير قد كسب المباراة وكانت النتيجة 73 هدفا والف فرصة ضائعة ويزيد.... ولا يخفى على احد الاثر المعنوي لهذه الاحداث المؤسفة والمؤلمة والمرتبط مباشرة بثورة 25 يناير حيث ان اي حدث سيئ في مصر اصبح يجير تلقائياً وتتحمل مسؤوليته ثورة 25 يناير بما حملته من تغيير اثر على الخارطة السياسية لمصروالشرق الاوسط ومن الغباء والسذاجة ان ينكر البعض وجود قوى يدعمها اشخاص من نظام مبارك ودول خارجية معاكسة لتلك الثورة المجيدة ومن الظلم انكار ما تبذله تلك القوى من جهود جبارة وخبيثة في سبيل الاساءة للثورة والالتفاف عليها وتشويه ما حققته من انجازات تحت شعار انها ادت الى فوضى وعدم استقرار لا متناهي... ولا بد من التنويه بأن الاعلام الرسمي المصري لازال وللاسف يدعم تلك الجهود وهذا ما يستطيع اي مراقب او متابع اكتشافه من خلال العزف على سيمفونية اختلال الامن والفوضى... انا وغيري لا ننكر ان هنالك سلبيات لثورة 25 يناير ولا انكر ايضا حالة عدم الاستقرار الامني والسياسي التي خلقتها تلك الثورة ويدفع ثمنها المواطن المصري البسيط.... لكن تلك السلبيات وبالرغم من انها حالة طبيعية ترافق اي تغيير إلا ان هنالك ايدي خبيثة لا زالت تلعب في الخفاء لتستغل تلك السلبيات وتعظّمها كي تنتقم من كل الشعب المصري وتهدف الى تدمير مصر وخرابها... ولكن ولله الحمد فإن مصر عهدة الرحمن ووعده الصادق بأن تكون آمنة ومستقرة مهما عصفت بها الرياح.....قال تعالى ( وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) [يوسف : 99]. رحم الله ضحايا تلك الاحداث وعظّم الله اجركم يااهل مصر...ربما ان ايدي الغدر قد كسبت مباراة مع الثورة الا انها لم ولن تنتصر ما دام ان اهل مصر الشرفاء الاحرار بحكمتهم وصبرهم وايمانهم قادرين على ان يجعلوا من كل كبوة ربوة وان يصنعوا من كل هزيمة نصراً...حمى الله مصر وحمى الله شعبها .... قيس عمر المعيش العجارمه المملكة الاردنية الهاشمية