مؤتمراتنا العلمية حالها أعجب من العجب! ففي الغالب يخصص من الوقت للافتتاح والترفيه عن المحاضرين أكثر مما يخصص للأوراق العلمية، ولعل ما يبعث على (الرعب) عفواً على (الاطمئنان) أن التوصيات يتم تجهيزها قبل المؤتمر بشهر (معلبة). موعد الافتتاح الثامنة صباحاً وربما يبدأ التاسعة أو العاشرة أو... أو... متى حضر مدير ساق الغراب! ليبدأ الحفل بالقرآن الكريم لدقائق، ثم كلمة رئيس اللجنة العلمية (خمس دقائق) تستمر لمدة نصف ساعة، يشكر المدير والمدير الطبي ورئيس المؤتمر الأعلى والأدنى، ثم يشكر اللجان العاملة في المؤتمر، وكل أمة محمد (صلى الله عليه وسلم)، ليتبعه كلمة رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، التي تستمر لمدة 45 دقيقة (مجدولة لخمس دقائق)، ليشكر السابقين، والشكر موصول لزوجته التي سهرت الليالي تدعمه، ويعتذر للأولاد عن التقصير، ليستمر سيل الكلمات ليختمها أبوالريش بكلمته الباعثة على الملل ولكن من يقاطع أو يحتج على المدير، يتبعه توزيع الدروع التي يكون في الغالب عددها أكثر من عدد الحضور (بيع الدروع تجارة رابحة)، لينصرف %90 مع راعي الحفل. أما الأوراق العلمية فحدث ولا حرج، معظمها سبق أن ألقيت في عشرات المؤتمرات، وربما لا يوجد لها أساس علمي أو ربما مسروقة (عفواً مقتبسة) من أوراق علمية عالمية. والأدهى والأمر أن نسبة كبيرة من المتحدثين (الأجانب) لم يحضروا دون إبداء الأسباب أو الاعتذار (وهم قلة)، أما أهل البلاد فلم يحضروا إلا متأخرين، بالرغم من وجودهم في الفندق الذي يعقد فيه المؤتمر على حساب المؤتمر أكل وشرب وقلة محاضرات مع أفراد العائلة الكريمة. نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (56) صفحة (28) بتاريخ (29-01-2012)