لن تستقر الأمور مباشرة بعد رحيل الرئيس اليمني في ظل تواجد التناقضات السابقة بل تحتاج إلى مدة زمنية طويلة، وهذه المدة بكل تأكيد سوف يكون فيها نوع من الفوضى والتي سوف يستغلها من يستغلها إما في محاولة إنفصال او وصول إلى الحكم على اكتاف الشباب الثائر، وهنا تحصل حلقة مفرغة يشغلها ماتبقى من الشعب الجائع بنوع من التمرد والمظاهرات والفوضى وهو الضحية بكل تأكيد ولن يجد مخرجا غير الانضمام لأحد اطراف القوى، حيث لاعراقل هناك نجد الجميع يملك السلاح، الجميع يملك الغضب، الأكثرية انهكتهم الحياة والمجاعة ومستعدون للانضمام لأي قوى توفر لهم المال حتى لوكانت متطرفة، كما أن للتخلف دورا في إثارة الحرب الأهلية، خاصة وأن اليمن تعتبر من أكثر الدول العربية التي تعاني من تخلف في التنمية وغيرها . الآن وقد حدثت المظاهرات، وقامت الثورة، لن تتوقف حتى يسقط الرئيس، ثم مباشرة تحدث الفوضى، وتبدأ شرارة الحرب الأهلية بتدخل القوى بشكل ظاهر وفعلي ثم تشتعل الحرب الأهلية وقد تحترق اليمن، وهنا يجب علينا في السعودية أن ندرس كل الاحتمالات الواردة في الحدود الجنوبية حتى نتقي حرارة الحرب الأهلية في حال اشتعالها في اليمن، سواء كان الخطر من زحف جماعات إرهابية وتكونها في شمال او شرق اليمن، او في تدخل خارجي لدعم الحوثيين لمشاغبة الحدود، كل الاحتمالات واردة، ويخطئ من يعتقد أن الحرب الأهلية في اليمن إن حدثت لن تؤثر في المنطقة واستقرارها. أول نتائج أية ثورة هي شل العلاقة السياسية والاقتصادية بين البلد الثائر والجيران، والحرب الأهلية تكون دائماً فرصة للمخربين والطامحين والأعداء في الدخول والتمكن وتنفيذ مخططاتهم، لقد حاول الأعداء سواء الإرهاب او الحوثيين زعزعت الأمن في جنوب السعودية على الحدود حين كانت الاوضاع في اليمن مستقرة او شبه مستقرة، اما الآن وفي حالة حدوث الفوضى والحروب في اليمن يكون الوضع أخطر وتكون المنطقة الحدودية مع السعودية داخل اليمن منطقة مفتوحة وملتهبة لايضبطها أي نظام، وتكون بيئة خصبة لتشكيل قاعدة لمنظمات متطرفة لتنفيذ مخططات وأهداف مختلفة، وتبقى وحدة اليمن مطلبا مهما لاستقرار ماحولها . جابر الريثي مدير عام صحيفة جازان نيوز http://www.albiladdaily.com/articles...=show&id=11255