أنا لا أتحدث عن طريق طويل شق الجبال الرواسي أنا أتحدث عن طريق لا يتجاوز العشرة كيلومترات مسح بامتداده هامات الرمال النعامات دون المساس بها بتمهيد او حتى بعثره فكان ممتع للأطفال بانحداراته حيث يعبرون بما يشعرون به في بطونهم بصرخات بريئه يتلوها ضحكات لا تشبه ضحكاتهم المعتاده! وهذه الخصله الغريبة في ذلك الطريق ليست الوحيده التي تميزه بل ثمة خصلة اخرى لا يكاد يشاركه فيها طريق وهي انه يمارس دور المطار الذي تقلع رحلاته بأناس أبرياء يهبوطون في أغلب رحلاته الي خارج الحياه وبالتالي تعلن انحداراته عن اقامة مجالس عزاء في انحاء متفرقة من المناطق والقرى. ذلك الطريق العجيب باجرامه وتاريخه الاسود والذي ينظم باستمرار احتفاليات ضحكات طفوليه على جماجم الهالكين هو الطريق الممتد من تقاطع الصوارمه شمالاً وديحمه جنوباً باتجاه الشرق وصولاً لقرية الدريعيه ينفذ منها حتى محافظة صامطه وبذلك يكون رابط بين مدينة جازان ومحافظة صامطه يسلكه الموظفين والطلاب والمتسوقين والمراجعين وكذلك الحملات الترحيليه للجوازات والعابرين لمنفذ الطوال في رحلات دوليه . ذلك الطريق مر عليه زمن طويل ولازال يمارس مهمته باقتدار في تسببه في ضحايا ومآسي لم يكل او يمل ! طريق غضت ابصار المسؤولين أو عميت عنه فهو لا يحتاج الي شكوى او مطالبه الطريق لاتكاد سيارتان ان تلتقي عليه عند أي نقطة منه و باتجاه متعاكس الا وتتصافح بالمرآءت الجانبية في شوق حميمي ؟؟ و السلامه من هذا التصافح بذاتها تدعوا لحمد لله واكمال الطريق فرحاً بالنجاه الطريق فالتصافح لاشك هنا أجمل من العناق ففي العناق (أقوال مختلفة) الثعبان هو والصف الدقيق والتشبيه البليغ لتعرجاته ولضحايا فتكه , طريق نفذه مشروع!!! كان الاجدر ان يطلق عليه مشروع طلاء التلال بالزفت الاسود وليس طريقا يسلكه السالكين !فلله نشكوكم ولن نسامحكم ايها المقصرون. 5