ما جرى ويجري بدول عربية ودول أفريقية من قبل منذ بداية العام الحالي 2011 م بدءاً بتونس ومصر وجارٍ حالياً باليمن وسوريا وباقي أنطمة الحزب الأوحد ومن حوله جوقة من النفعيين والانتهازيين ما يلبثوا أن يتخلوا عنه كما حصل مع هتلر , ومو سوليني ونيكولاي شاوسييسكو وموبوتو سيسي سيكو وصدام حسين ومحمد سياد بري لاعتمادهم أسلوب أنا وما بعدي الطوف ان .. ديننا الإسلامي يحث على الشورى ويصف المسلمين (أمرهم شورى بينهم) .بلقيس جمعت قومها تستشيرهم فأشاروا عليها أن لا طاقة لهم بسليمان وجنوده وعندها وبعد إيضاحهم للموقف.. تركوا الأمر لها من باب أنهم أدوا ما عليهم وتتحمل هي المسؤولية باتخاذها القرار الموكول لها.. وفعلا انصاعت لرأيهم. في غزوة أحد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم برأي الأكثرية من صحابته. مع أنه كان يميل للرأي القائل البقاء بالمدينة. حرب 73 وقف العرب جميعهم وتحقق أول نصر عسكري ضد إسرائيل لم يستثمر سياسيا بصورة جماعية بل بصورة فردية وذاك ما سبب الدوران الحالي في حلقة مفرغة.نختم بأنه آن للعرب أن يرون أي خطوة ناجحة لدولة هي فخر للجميع سيعمهم خيره , فالعمل بروح المجموعة أو الفريق يتطلب إلغاء النزعة الأنانية بدءا من مراحل الدراسة الأولية حسب التجربة اليابانية. وفي السياسة نظام الشورى وفي الدول البرلمانية تطبق الديمقراطية الحقيقية التي تتخذ قراراتها المدروسة لا التي تملى على أعضاء البرلمانات العربية وفق ما يريده الحاكم وفق أنظمة يديرها العسكر ومن تشربوا ثقافات عربية أو شرقية دون أن يطبقوها بل أخذوا منها ما يجعلهم هم الحكام الأبديين ضاربين بعرض الحائط ما ينادون به من العدل الاجتماعي والحرية والديمقراطية . بنظرة متأنية في واقع الأنظمة العربية نرى أن الدول ذات النظام الملكي التي تشهد استقرارا أكثر بكثير من الأنطمة ذات النظام , "الحمهوري" الرئاسي " وهي بدورها كانت أكثر استقرارا , حيث رئيس الجمهورية هو رأس النظام ولديه صلاحيات واسعة أوجدها له الحزب الذي يرئسه وبالبرلمان الذي تمخض عن انتخابات صنعها الجزب الأوحد والذي بدوره يسن القوانين والتشريعات التي تمكنه من الاستئثار بالسلطة وتوزيع الحقائب الوزارية والامتيازات لأعضاء الحزب الذين هم المشرِّعون للقوانين , ونظرنا كما كان بتونس ومصر كيف حاول الرئيسان بن علي ومبارك أن يسقطوا كثير من القوانين والتشريعات بجرة قلم لمعرفتهما أنها كانت مفبركة لتخدم قمة السلطة التي يتوارى خلفها النفعيون وأرباب المصالح الذين سرعان ماتهاووا قبل أن يهوي رأس النظام , وكرت التنازلات ليبقيا بالسلطة ولكن حين أدركا صعوبة تسويق تلك المكارم وأيقنوا أن أخطاءا اقترفوها باسم الديمقراطية هي من جعل الشارع لايرتضي سوى رحيل النظام وليس فقط رئيس النظام . فهل يمكنأن تبنى أنطمة على نسق الأنطمة البرلمانية الغربية بمبدأ التطبيق لاالتنظير , والأعتقاد الراسخ بمبدأ التداول السلمي للسلطة بسلاسة وبروح رياضية يحكم فيه الحزب الفائز لولاية محددة بأربع سنوات . وكان السائد أنه بعكس الدول التي اتخذت النظام البرلماني (السلطة بيد رئيس الحكومة أو مجلس الوزراء) مثال ذلك لبنان والعراق.. نرى الخلافات والنزاعات و الخلافات حتى أن تشكيل الحكومة يأخذ شهرين أو أكثر وفق محاصصات مذهبية وعرقية ومناطقية وتحالفات لماذا؟ المفروض يكون العكس ؟ ماجرى هو حركة تصحيح لانتهاج النهج البرلماني الذي يكون رئيس الجمهورية حامياً للدستور حتى تكون تثبيتاً لتجارب ديمقراطية حقيقية لا كما هي الحالة السابقة تهاوت الأنظمة الرئاسية العربية بسوريا كما هو جارٍ الآن وبمصر وتونس واليمن ذات الحزب الواحد السبب هو العقلية العربية التي جبلت على النهج الفردي ولم تنضج لديها التجربة الديمقراطية والعمل بروح الفريق.أو أنهم تخلوا عن التنظيم الصالح لكل زمان ومكان وهو أن يكون الدستور هو القرآن الكريم واقتفاء سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أول من نهج سياسة روح الفريق من بناء مسجده بالمدينة إلى حفر الخندق...فلا طبقوا الديمقراطية الحقيقية ولا انتهجوا النموذج الإسلامي.قد اتهم بالمحاباة لو قلت أن المملكة العربية السعودية لم تدعِ يوما أنها تطبق النظام الديمقراطي .بل أنها تفخر بتطبيق النموذج الإسلامي القائم على الشورى واعتماد القرآن الكريم دستورا لها وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.. فالمملكة العربية السعودية كمثال للأنطمة الملكية التي لها تفرد خاص بحكم أنها دولة مترامية الأطراف وبها قبائل منتشرة على أراضيها إذ عمل موحدها الملك عبد العزيز بروح الفريق وجمع شتاتها على الدين القويم والتسامح وانصهرت المجتمعات والروح القبلية التي كانت سائدة في بوتقة وطنية واحدة . وواصل أبناؤه الملوك من بعده بالعمل ذاته وكسبوا حب شعبهم لهم. وهاهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وقد أحب شعبه فأحبوه , وخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله على الدوام يؤكد على أهمية النظر لجاجات المواطنين بعد أن قدم ولا يزال يقدم الكثير والكثير , ويجب الإقرار أن جميع المواطنين يدركون دأب الملك وحرصه على كرامة المواطن وتيسير سبل العيش الكريم له منذ أن اضطلع بقيادة هذه البلاد وبحنكته استطاع أن يثبت أن المملكة لها رسالتها نحو المقدسات والوطن والمواطن , ويستشعر ما تعانيه كثير من الشعوب من القمع والاضطهاد وحديثه الأخير يحفظه الله عن الوضع بسوريا يؤكد دور المملكة كقائدة للأمة الإسلامية دون ضوضاء أو ضجيج أو تباهِ, بل من منطلق الحرص على الدم العربي والإسلامي الذي ينزف وكانت كلمته التاريخية قد حازت على تقدير كافة الأوساط الإقليمية والدولية فهل سنرى مستقبلا وقد تم التخلص من الأنطمة ذات الحزب الأبدي الواحد تعددية حزبية وروحية وعقلية جديدة تسمح باعتماد النظام الديمقراطي التعددي الذي يتيح تعددية وتداول بالسلطة تفرزها انتخابات لاتهمش أي فريق ولاتضيِّق على أي حزب , ويكون معها الاستقرار السياسي مهما كان الحزب الفائز أو تكتل مجموعة أحزاب ليعمل الجميع للوطن والمواطن وليس لأنفسهم أو لفكر أحادي إقصائي.