من أخطر الظواهر الاجتماعية اليوم الإرهاب الأسري الذي تفشى واتخذ سبيله سالكا النفوس المريضة والقلوب الميتة والمشاعر المتبلدة وضعف الوازع الديني ونبذ مراقبة الله في السر والعلن . ونحن عندما نطرح هذه القضية لا نطرحها من فراغ بل من واقع نصطلي جحيمه ونرى آثاره المدمرة للرباط الأسري المقدس حيث نتج عنه تفكيك عرى الود والرحمة فيما بين أعمدة التكوين الأسري الزوجة والزوج . وأنا عندما أتحدث عن هذا النوع من الإرهاب الأسري لا أقصد به بتاتا الخلاف فيما بين الزوجين ، لان الخلاف يكون واضح المعالم وينتهي . بينما الإرهاب يكون خارجي ومستمر ومنظم ويتخذ أشكالا من الفتن ويكون تنفيذه محددا بزمن وحله معروف مسبقا . فالدوافع ابتزاز وأساليب هذا لإبتزاز قذرة جدا فالمطية التي يرتكبها منفذوا هذا النوع تبدأ بنشر إشاعة في محيط الزوج وزوجته تستهدف ماتحت الحزام بالقذف ونقلها سرا ومن ثم بثها بين الزوجين ليشتعل فتيلها في الزمن المحدد بعد رصد تام للوضع المادي وما يريد الزوجان تنفيذه حيث تعطل كل ما أتفق عليه . حيث يقوم والد الزوجة بالتهديد لابنته بأنها قضت على سمعته وتأتي الأم والأخت بأن زوجها جرح عفافهم بنظر أو قول يتلوا ذلك صنع الحدث الذي يستقبح الزوج ذكره ولا يتيحون فرصة للنقاش وفي أكثر الأحيان يتم التنفيذ دون علم الزوج حيث يتم أخذ الزوجة من منزلها والمساومة عليها وعلى أطفالها أو أخذ البعض وترك البعض . وقطع سبل الاتصال فيما بين الزوجين ,وبعد دفع الجزية أو الرضوة تعود الحياة ولكن دون مقوم حيث ينشب الصراع الزوجي المستم ليعود الحدث مكررا والغريب أن الكل يريد رضوة , فعندما يرون ملبسا حسنا ومنزلا حسنا وطعاما حسنا وحلية جميلة أنبروا إليها قائلين إن رأك الناس هكذا دل على كذبنا وهذا ليس حبا وتشريفا وإنما إهانة لك ولنا ؛ فتهلك كل ذلك أو يأخذوه .... القضية متشعبة جدا قدمت فواصل هنا وسأتناولها بشيء من التركيز والقرائن لاحقا . أهيب بذوي الرأي في هذه الصحيفة القيمة أن يدلوا برؤاهم هنا .... حتى حين عودة . أبوهاشم عبده بن يحي الصميلي 1