ما أشبه الليلة بالبارحة !! هاهو موسم الفل يطل كعادته من كل عام يعطر القرى والمدن في بلد الفل ، ولقد غزا بعبقه الطرقات والدورات فعلى امتداد السابلة تتدلى الفعوات المرصعة والنقية والمدحوشة والمستديرة وماهي على شكل القلب لتقوم مقام الكلام تعبيراً عن الحب . وتسايرها المسابح المنضودة تمدها مئات الأكف في اصطفاف المواكب بيعاً بالجملة وإن شئت فرادى !! من خلال هذه المناظر الجذابة الحالمة المتكررة كل أصيل ترسم في مداه رقة المنطقة وذوقها المميز يطفو متطفلا الهاجس الوطني يبدد بعقلانيته ظاهرة الحلم الجميل الراقص على كل فعوة فل زكية هذه السواعد الشابة والقامات المتباينة والألوان المختلفة التي تطأ الأرصفة وترابط عند إشارات المرور كلها مجهولة متسللة مطاردة وللناظر أن يضيف ماشاء من واو العطف لتزيد مساحات التعليق .والمتحذلقون يلقون اللائمة في وجود المجهولين على رجال الأمن من حرس الحدود والجوازات إلى الدوريات الأمنية ولهم في تعليل لومهم مذاهب شتى .وحتى نكون منصفين يجب النظر لهذه الظاهرة بشمولية فالطلب على خدمة المجهول للمواطن أكبر من محاصرة الحرص على نظامية الإقامة ومن هنا يصعب على رجال الأمن تنفيذ مهامهم بدقة وتطبيق النظام على المواطن من ناحية ، ومن ناحية أخرى ماعرف عن النهج السعودي من معاملة إنسانية واحترام كرامة الإنسان . فلماذا نستهلك الوقت في البحث عن كيفية تسلل المجهول . فالأهم من ذلك هو كيف استوطن المجهول .كيف توفر له المناخ .؟! ببساطة أن المواطن هو من منحه مساحة واسعة ليستوطن بإيجاد مصادر كسب واسعة النطاق وأكبر دليل على ذلك موسم الفل . أين السواعد الشابة من أبناء الوطن؟ لو غير كثير من الشباب مسار منطقهم تحت مظلة " نطلب الله بقرف أوقرفين " إلى نطلب الله في عشرين فعوة فل أليس أجدى وأبرك ؟!وأهل المزارع التى باتت تلون الصحراء بخضرتها أسواراً وجوفها خواء إلا من سرر متقابلة أعدت للأخذ والرد في هراء لا خير فيه ، لو زرعوها فلاً وأتجروا بها لسدوا حاجة النقص الملحة في طلب الفل البلدي . وحتى نكون مواطنين يجب علينا أولاً أن ندرك معنى المواطنة في تحقيق التكاتف من أجل تحقيق أمننا الوطني وساعتها نقول لمن أخل من رجال الأمن بواجبه قف إنك لمن الفاسدين . إن محاربة التسلل وتواجد المجهولين تبدأ من المواطن نفسه في عدم توفير الملاذ والمصدر للمجهول . إذا ضيقت فرص الكسب خف التسلل واستطاع رجال الأمن تأدية دورهم في اجتثاث هذه الظاهرة المزعجة . 5