لأول مرة نرى أن التاريخ العربي بدأ يشكل نفسه ويعيد بناءه أبناء الأمة العربية في الوطن العربي دون أن يتدخل طرف آخر في التشكيل للهرم السياسي فلقد فاجأت العالم ثورة الشباب العربي. في تونس وفي مصر والأحداث مازالت مستمرة,فلم يكن يتوقعها ولا كانت في الحسبان لأقوى جهازين استخباراتين في العالم "الموساد الإسرائيلي "وجهاز ا"لاستخبارات الأمريكي"CIA أمريكا نفسها وبكل عظمتها في العالم تصادمت كل الآراء على السنة مسؤوليها ففي البداية كانت التصريحات متخبطة لا تعلم أي اتجاه ترمي إليه إلى إن اقتنعت أمريكا والدول الكبرى انه لا مجال ولا مساومة إلا مع قناعة الشعوب فبدأت تنحاز لصفوف الشباب حيث الأنظار تتجه في وسط القاهرة (ميدان التحرير)أنا بصدد متابعة التطورات المتتالية في غضون أيام من ثورة الشقيقة تونس اندلعت ثورة أم الدنيا على أيدي شعبها وخاصة الشباب ثورة دون سلاح او انقلاب عسكري او دعم خارجي أو تنظيم أو أحزاب معارضة فكانت المحطة الثانية مصر ففي يوم الغضب كان الجمعة 25يناير2011م. واستمرت الحشود وتزايدت الصيحات المنددة برحيل مبارك ففي الجمعة الماضية كان جمعة الرحيل ومازالت ثورة الشباب مستمرة نضال حضاري وانقلاب سلمي حضاري فعندما يعتصم أكثر من مليون في ميدان التحرير. وفشلت كل المحاولات وتلك التنازلات التي قدمها الحزب الحاكم والاستقالات المتواترة مع مجريات الأحداث أمام إرادة شعب فعندما تتوحد الشعوب تتحرر النفوس فينكسر الحاجز المريب حاجز الخوف من الحاكم وأعوانه وجلاوزته وجمالة وخيوله وعصيه ورصاصات جنوده. عندما يرتقي الفكر يرتقى علماً ومعرفة ونوراً فعرفت الشعوب مالها وما عليها من حقوق على الحكام تجاه شعوبهم . فكأن المراجع للتاريخ نجدة كفكر .فعلا هذه الدولة الإسلامية الحقيقة بدأت تستعيد أصلها وثوابتها الحقيقة منذ أن بدأت الخلافة الإسلامية واختيار أبو بكر الصديق كأول خليفة وكان الحاكم السياسي الأول للدولة الإسلامية في التاريخ بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم .ولم يأتِ بانتخابات مزورة ولم يأتِ حتى على خاطرهم توريث الحكم أو تمهيد انتقاله للأبناء وحتى لو بانتخابات ديمقراطية. والتعددية السياسية لتلك للأحزاب وكل تلك القوى تبقى دائما تحت الحزب الحاكم في تلك الدول . عبد المجيد عريبي