يلعب الوعي دورا أساسيا في بناء الفرد والمجتمع , لأنه الوقود الوحيد الذي يدفع عجلة الأمان دون توقف ويسخر كل شيء لصالح الإنسان والاستفادة منه بشكل صحيح وفعال . فهل نملك ذلك؟ . ‘ن بين أيدينا وأمام أعيننا تقدم هائل وتطور عظيم, انجار كبير في شتى المجالات ؛ زخم هائل يتحدث عنه الإنسان , ويناقشه الإعلام بالصور والأرقام, فهل ذلك فقط هي الحضارة. هل الحضارة ما نعيشه اليوم من تطور مكاني , وانفجار معرفي , وتقني وإن ما نعيشه اليوم هي عاصفة قوية من التغير البيئي ؛ احتضنت الإنسان ولفتهُ بين ذراعيها , فحجبت رؤيته عن سواها , خدعته ببريقها فاستسلم لها وقنع بما تحمله من زبد رابِ ليبقى حينها سطحيا ساذَجا لا يدرك ما حوله من مخاطر جسيمة تفقده كل ما بناه في لحظات. نعم يا سادتي دعاة الحضارة, وأنتم لم تعرفوا نفعها ولم تستفيدوا مما قدمته لنا حتى حاوية النفايات لم تُستخدم بشكل صحيح. هل يصح أن ننعت أحدا ما بالحضارة وقد تجمد عقله وساء خلُقُه وقل أو انعدم إنتاجه. إنما نعيشه في عصرنا من تقدم وتطور بينما نلاحظ النقيض في مجتمعاتنا من نخلف , يثير جدلا صاخبا ونقاشا عقيما. يذكر بقضية البيضة والدجاجة التي انشغل الكثير بظاهرها حتى ماتت الدجاجة فلم يجدوا بيضا وفسد البيض فلم يجدوا دجاجة , حيث إن تلك القضية تشبه ما نحن فيه من تفكير واهتمام بالظاهر, وخوفا من النتيجة السابقة أحسم النقاش والجدل بشاهد عيان إنها الحضارة التي هزمت الجبابرة , وأرست بناء أعظم دولة دون تطور عمراني أو انفجار تقني. بل إنها انفجار فكري اهتم بها مؤسس هذه الحضارة وقائد الأمة إلى حياة سعيدة سامية متكاملة ,إنه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم . ‘ إنها حضارة فكرية نتاجها كم هائل من الأخلاق العظيمة والأفعال النبيلة, تلك الحضارة التي هيأت الإنسان لبناء لمكان , تلك هي الحضارة الإسلامية المتمثلة في الإنتاج الفكري للأمة فكم نحن في حاجتها ليذهب الزبد عن أقوالنا وأفعالنا ويسمو إنتاجنا , مستفيدين مما بين أيدينا من تقدم وتطور. 7