الحراك الثقافي في كل بقاع الأرض ذو صدامات ثقافية تصنف حسب توجهات تياراتها مهما تعددت الأغراض لكن ومن الملاحظ أن حراكات المجتمع السعودي التي ينتج عنها التصادم الثقافي حراكات عقيمة لا تسمن ولا تغني من جوع فهناك فوارق دقيقة الملامح بين الصدام والتصادم فهما مختلفان من حيث النتاج الفكري فالصدام يثمر إحترام رأي الآخرين فيحفظ للشخص رأيه مع تعارضاته الفكرية حتى أن يقتبس منه الإيجابيات والسلبيات أما التصادم فهو مشهد يدمر فيه الرأي أشباهه من الأفكار و ينتج عنه تنبؤات إجتماعية تحكمها إجتهادات فردية و تصورات عاجلة الحلول بطيئة في تكيفها الحضاري كما يبدو من وجهة نظري و وجهة نظر متتبعي حراكات المجتمع السعودي و ثقافته. فقيادة المرأة للسيارة مثال نقي ظل عالقا في بلعوم التوصيات التي أوصت بها الدولة تاركة القضية سبب في صدامات المجتمع حتى تزرع مهارة الحوار بين مؤيد مندفع وبين معارض متشدد ولكن حدث ما لا علاقة له بالثقافة وأقصد التصادم فالمعارضون يرون أن في هذا تغرير من أجل علمنة المجتمع و المؤيدون يرون معارضيهم خلف أسوار التشدد والغلو فزاد البلاء بلاء ومزج الحابل بالنابل وانتشر مبدأ الشخصنة و عنصرة التوجهات في مواقف عديدة حتى أصبحت المسألة تتلاشى عن مسرح إعلام المجتمع وبقيت إهتمام التشخيص تحت سطوة شخصنة التهم حتى وقف المجتمع حائرا أمام كم هائل من خزعبلات الثقافة. وتستمر معاناة الثقافة في بلادنا كونها تتعرض لمدخلات حضارية وعصرية مع غياب حصانتها الفكرية التي أعدمت ركائز الوطن المساهمة في مخرجات جيل نافع لا يتأثر بالسلبيات التي تفرزها ثقافة العصر كما أنها تنهل إيجابياتها كما نهلها المجتمع الغربي من حراكاته وصداماته الثقافية إلا أن ميداننا الثقافي مازال صدامه حول المجتمع الغربي وبين صائب وخاطئ وكان هذا سبب كافي لإنشغال مجتمعنا عن معمعة الثقافة والإهتمام بالمجتمع الغربي لا بثقافته والإقتباس من محفزاتها التي تصنع من اللاشيئ عنفوانا عصريا وأسطورة حضارية حتى نلمس تغيرات يستفيد منها المجتمع على أرض الواقع بعيدا عن التظاهر بأقنعة الثقافة التي لها أهداف خفية تصب لمصلحة شخصية و محدودة يسعى لها أي طرف من الأطراف دون أن نتطاول على توجهات الآخرين و دون إستغراق فترة زمنية أطول من فترة زمن القضية الإفتراضي.