هذا المساء كنت في جلسة ماتعة مع الزملاء و زاد متعتها أكثر حضور أفضل لاعب كرة قدم عرفته في حياتي فيها , هذه الأسطورة التي ظهرت ولمعت في دوري الحواري (القرى) أيام كرة الشراب , وذلك التاريخ يوافق كما يقولون ظهور النجم العالمي بيليه . كان يشبهه تماما شكلا وسحنة أما المهارات التي يمتلكها ابن قريتي فلا يمكن أن نشبهه فيها بأحد لأنها لا توصف .المهم أنني والجالسين بحضور هذا النجم الرياضي رحنا نفتش في صفحات الرياضة وفي كل اتجاهاتها عالميا وعربيا ومحليا ومع كل صفحة نقلبها كان هذا الرياضي العتيق يتجلى بمعلوماته القيمة الفريدة فيتعب معنا أحياناً كثيرة وهو يصحح أفكارنا الضحلة وتصوراتنا المتهرئة , لكني رغما عنه توقفت فجأة عند مسمى الرئاسة العامة لرعاية الشباب فانقدح في ذهني هذا السؤال :ما سر هذه التسمية؟ سكت الجميع إلا فاكهة الجلسة أعني بيليه قريتي الذي أنبرى كالسهم مجيباً عن تساؤلي وموضحاً ما خفي عني و شارحا بإسهاب كعادته ,ومع كل ما بذله من جهد لم أدرك ما يرمي إليه "لزناخة "مخي طبعاً. ومما زاد في تلبكي الذهني أكثر حاصل جمع ميزانية الرئاسة مع المبلغ المعروض لشراء حقوق نقل الدوري السعودي تلفزيونياً وجهات تصريف هذا الرقم الذي لا أعرف نطقه وكتابته . ومع ذلك "التلبك "الذي اصطلي بأواره إلا أنني رحت أحاول استعراض جميع أنابيب التصريف الكثيرة لهذا الرقم لعلني أصل لشيء . وللأمانة وجدت هذه الأنابيب ضخمة متعددة وتحتاج لسيولة أكثر وأكبر , لكنني لم أجد فيها أي بزبوز يصب في جهة رسمتها في ذهني الكليل , أتدرون ما هي هذه الجهة؟ إنها الشباب !! لا تستغربوا !! فأنا أعني بالشباب هنا الشباب العادي الذي لاينتمي لأي ناددٍ رياضي كصاحبي مثلاً. فلست أدري ماذا قدمت الرئاسة لهم مع أنها وضعت لرعاية الشباب ! فأنا لا أرى مثلاً أنها أشترت أراضي وخصصتها كملاعب للشباب في الحواري أو القرى بدلا من ممارسة الرياضة في الشوارع ولم أسمع أنها أقامت مسابقات لرعاية شباب القرى أو الحواري أو غيرها من البرامج والمناشط الموجهة للشباب العادي البعيد عن الأندية وعن المدن المركزية, إن كل ما فعلته الرئاسة وبامتياز هو رعاية الأندية الرياضية وتجهيز فرقا رياضية مختلفة على أعلى مستوى للتمثيل العالمي فقط .إذن من وجهة نظري يجب أن يكون اسمها (الرئاسة العامة لرعاية الأندية والمسابقات الرياضية) ومع وصولي لهذه الجملة المقوسة من هذا الهرف الذهني , تداخل صديقي شاتماً عقلي ومسفهاً منطقي وتفكيري المحدود موضحاً أن مثل هذه الملاعب القروية وساحات الحواري الرياضية معنية بهاوبتوفيرها البلديات والأمانات وليس الرئاسة العامة لرعاية الشباب ثم استرسل يوزع بقية المناشط على الدوائر الحكومية بعيدا عن الرئاسة كما يوزع ورق البلوت بعدها صرخ قائلا: إن هذا الجهاز له مهمات أكبر بكثير مما قلت أيه المتخلف وصمت . وكذلك فعلت أنا فقد أصاب بيليه قريتي وأخطأت . [email protected]