طالعتنا صحيفة «الوطن» في 28/6/2010 بخبر مفاده أن مجلس الشورى أسقط توصية دعت إلى تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة في جلسة ساخنة انتهت بمعارضة 99 عضوا. كما طالب البعض بتفكيكها عبر فصل كل اتحاد رياضي عن الرئاسة. ويبدو أن مجلس الشورى مثله مثل الرئاسة العامة لرعاية الشباب لاينظر للشباب إلا من زاوية الجانب الكروي وبالذات كرة القدم التي يصرف عليها الملايين إن لم يكن المليارات ومع ذلك لاتجسد إلا إخفاقا بعد إخفاق. وواضح تأثير المونديال هذه الأيام على النقاش الذي دار في الجلسة، حيث غياب منتخبنا عن ذلك المونديال. ومع احترامنا للمجلس والرئاسة معا، إلا أن رعاية الشباب سواء عبر وزارة أو رئاسة عامة أكبر بكثير من الجانب الرياضي وكرة القدم. شبابنا، فتيانا وفتيات، تتقاذفهم العديد من المشكلات التي لها أول وليس لها آخر رغم أنهم يمثلون النسبة العظمى من مجموع شعبنا الذي يمثل 60% من عدد السكان وها هو الصيف القائظ يحل برحاله ليجد هؤلاء الشباب أنفسهم في الفراغ الممتد كجثة هامدة لاحراك فيها. فما الذي يمكن أن يفعله الشباب في هذا الفراغ؟ ما الذي أعددناه لهم لملء ذلك الفراغ طوال العطلة الصيفية؟. حتى التسكع في الشوارع غير ممكن في ظل هذا الصيف اللاهب، وإن فعلوا ذلك لاحقناهم وجرمناهم. وإن كان ذلك متاحا للفتيان فما الذي يمكن أن تفعله الفتيات؟. يذكر خبر الوطن أن مجلس الشورى وافق على توصيات منها وضع آلية للتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتفعيل برامج الرياضة المدرسية بوصفها مصدرا رئيسيا للرياضة الأولمبية ومع وجاهة هذه التوصية إلا أن الأمر هنا أيضا يركز على الجانب الرياضي كما بقية التوصيات وكأن الشباب مقترنين بالرياضة فقط، ولم يسأل المجلس ولا الرئاسة طبعا عن الجوانب الثقافية ولا الفنية ولا الاجتماعية وبالتالي فإن الشاب أو الشابة اللذين لاتستهويهما الرياضة ليسا شبابا. ألا توجد اهتمامات ومواهب أخرى لدى الشباب سوى الرياضة؟. ألا يوجد من الشباب والشابات من يستهويهم المسرح مثلا، وعلينا توفير المسارح والمدربين والمخرجين لتنمية هذه المواهب؟. ألا يوجد من الشباب من يهوى ويمكن أن يبدع في الموسيقى، وعلينا أن نوجد الآلات والمكان والمدرب ليحظى هؤلاء الشباب بفرصة تنمية إبداعاتهم وذلك ينطبق على الفن التشكيلي والمكتبات والنشاطات الاجتماعية والحوارات وتنمية الفكر والرحلات الجماعية إلى المناطق الأثرية في بلادنا، أو الترفيه بزيارة الأماكن ذات الجو المعتدل وغيرها وغيرها؟. يذكر بعض أعضاء مجلس الشورى أن ميزانية الرئاسة تفوق بعض الوزارات ومع ذلك هي مخفقة كرويا، ونحن نقول إنه لا أثر لتلك الميزانيات على أنديتنا في المدن والقرى، وتعاني الأندية الرياضية من مصاعب مالية لاحدود لها للدرجة التي تفكر فيها إداراتها بإقفال بعض الألعاب، اللهم إلا بعض أندية «الممتاز» الذين يتم دعمهم من أعضاء الشرف في المدن الكبرى، أما بقية الأندية فميزانياتها ليست فقط ضعيفة وهشة بل إنها بالكاد تسدد الرواتب للموظفين الأساسيين فيها. ومع كل ذلك فإن هذه الأندية تخدم الفتيان فقط وكأن الفتيات لسن شبابا أيضا. تحول الرئاسة العامة لرعاية للشباب إلى وزارة من وجهة نظري هو ضرورة ملحة ليس فقط من أجل خاطر كرة القدم والرياضة، بل لأن شبابنا وهم أغلبية شعبنا يستحقون الكثير وعلى الدولة أن تدعمهم بالميزانيات الضخمة من أجل بناء صالات مغلقة في كل المدن والقرى للشباب وأخرى للشابات تحتوي بالإضافة إلى الصالات الرياضية المؤهلة، مكتبات، ومسرحا، وغرفا لفن الموسيقى وأخرى للفن التشكيلي وغيرها للندوات والمحاضرات وغيرها من المناشط الإنسانية الرياضية منها والأدبية والفنية حتى يتسنى لشبابنا ملء هذا الفراغ القاتل الذي لن ينتج إن نحن أبقيناه سوى الانحراف وانتشار المخدرات واصطيادهم في المناشط المسيسة نحو التطرف والإرهاب وممارسة السرقة والتفحيط والتخميس والفراغ الفكري والروحي، وكلها مشكلات يعاني منها شبابنا وشاباتنا اليوم وستؤثر بالتأكيد على مستقبلهم ورؤيتهم للحياة.. بلدنا ولله الحمد فيه خير كثير وميزانيته في أعلى مستوياتها وبدلا من أن ينهشها الفساد المستشري فلنوجه بعضا منها لرعاية شبابنا في كل قرية ومدينة وإن أمكن في كل حارة من مدينة، وأعتقد أن ما ينقصنا هو الإرادة والإدارة لجعل ذلك ممكنا. أيها السادة ألا ترحموا شبابنا ؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 193 مسافة ثم الرسالة