بهلول وغياب الأخضر عن المونديال صديقي بهلول مشهورٌ بالجنون لما مر عليه من ظروف نفسية صعبة لكنني أعشق الحديث معه فله منطق ساحر وأيضاً ساخر يأتي بالجواب دون أن أتوقعه . أمس جلسنا نشرب الشاي ونتابع آخر استعدادات المنتخبات المشاركة في العرس الكروي العالمي الذي ينطلق بعد ساعات قلت بحسرة : آه يا الأخضر غريبة كيف لم تستطع التأهل لهذه النهائيات؟؟ فانتفض وغضب وكنت أعتقد أن حالة الجنون قد عادت له وقال : لا ليس غريباً أن يغيب المنتخب عن المونديال والمؤشرات كلها كانت تدل على ذلك . بدءاً من ثمانية البرازيل وثمانية ألمانيا وحتى أربعة أوكرانيا مرورا بفوز منتخب لبنان ولم تهز هذه النتائج أحداً ولم تحرك ساكناً عند المسئولين عنه . وليس غريباً أن يفشل المنتخب في التأهل للمونديال وهناك رؤساء أندية يديرونه بطريقة غير مباشرة فظهرت الشللية بين اللاعبين والمحسوبية عند وضع التشكيلة حتى وجدنا بعض البدلاء في أنديتهم يتواجدون في التشكيل الأساسي للمنتخب . وليس غريباً أن لا يبدع اللاعبون ولا يقدمون كل ما عندهم ولا يتفانون مع المنتخب بينما نجدهم يحرثون الملعب طولاً وعرضاً مع أنديتهم فقد أخذوا العبرة مما حصل لأسلافهم السابقين الذين مثلوا المنتخب عام 1994 . قلت ببرود : وماذا حصل لهم يا أبا البهللة ؟؟ قال لي بحدة : قد لا تعلم أن ذلك الجيل ضحّوا بمستقبلهم الدراسي والوظيفي من أجل خدمة الرياضة السعودية وقد مثلوها خير تمثيل حتى صنف المنتخب تصنيفاً متقدما على مستوى العالم ومع ذلك ما لذي نالوه بعد عودتهم ؟؟ سُجن منهم من سُجن ومنهم من يعيش عيشة الكفاف ويبحث عن وظائف بسيطة في شركات الحراسات الأمنية ومنهم من تعرض للتوبيخ و الإهانة نتيجة انتقاده لطريقة اللعب الحالية ومنهم من تكرّمت الدول المجاورة في توظيفه في المجال الرياضي ومنهم من ذهب في غياهب النسيان . فهل تريد من الجيل الحالي أن يقع في نفس الخطأ الذي وقعوا فيه سابقيهم ؟؟ ثم استرسل قائلاً : وليس غريباً أن لا يتأهل المنتخب إلى المونديال وفي كل شهر أو شهرين يتولى تدريبه مدرب جديد لا يعرفه أحد ولم يسمع به من قبل في العالم إلا عند توقيعه للعقد من خلال الرقم الضخم الذي سيتقاضاه كراتب لمهمته التدريبية القصيرة .أما المشهورين من المدربين العالميين فلا مكان لهم مع المنتخب . وليس غريباً أن يفشل المنتخب في الوصول للمونديال وكل الإهتمام والدعم المادي والإعلامي موجه للأندية وألوانها فلو نال لاعب من المنتخب ربع مايناله لاعب في الهلال أو ثلث مايناله لاعب إتحادي أو نصف ما يناله اللاعب النصراوي أو حتى مثل اللاعب الأهلاوي لوجدت المنتخب في الصف الأمامي من المنافسة العالمية . وليس غريباً أن يفشل في الوصول للنهائيات العالمية وهناك أناس يعملون في وظائف فنية بحتة في الاتحاد السعودي لكرة القدم منذ عشرات السنين ولم يسبق لهم لعب كرة القدم حتى في الحارة ولا يعرفون عن الكرة شيئاً سوى أنها مدورة. وبالتالي ستكون الخطط التطويرية أبعد الأهداف لها تحقيق بطولة الخليج (( وهنا قاطعته ونهرته بقوة بل طردته من البيت وقلت له بحنق صدَق من قال إنك مجنون وأغلقت الباب خلفه وعدت لمتابعة آخر تحضيرات الأخضر............الجزائري