مساء البارحة كنت فاتحاً فمي على الآخر ولم أستطع التحدث لأنني كنت تحت رحمة طبيب الأسنان . رغم التخدير ورغم الألم إلا أن هناك ملفات ساخنة تجبرك على الحديث لدرجة الوسوسة غصباً عن أنفك . ليست كملف الأقصى الجريح من أعداء الدين والملة ولكنه ملف أكثر سخونة منه . وأكثر استفزازاً لمشاعرنا من استفزاز اليهود بسفينة الحرية التي أرادت كسر حصار غزة . وقبل البدء باستعراض المعاناة سوف نستعرض بعضاً من المعلومات الرئيسية لقرية الدوح . ربما هي الوهلة الأولى التي تسمعون فيها باسم كهذا . ولكنها قرية هادئة تقع في أقصى جنوبجيزان شمال مدينة الموسم . تضم حسب تقرير التعداد السكاني الأخير 157 أسرة بعدد يصل إلى 1033 نسمة بينهم 400 طالب وطالبة حصل أحدهم على المركز الأول على مستوى المملكة العربية السعودية في الاختراعات والابتكارات فكان تكريمهم الأول بأن تم وضع مرمى النفايات بجوار قريتهم تماماً . وربما تهدف بلدية الموسم بذلك إلى تقوية أجهزة المناعة لدى هؤلاء . لم يهدأ بال محافظة صامطة بأكملها ، فكانت المكافأة الثانية أن تم استصدار أمر بإزالة كل مباني القرية من أماكنها بداعي أنها أقيمت على أرض بيضاء تتبع للحكومة . هكذا وبكل بساطة وبجرة قلم يأتي الأمر بالإخلاء الاختياري أو الجبري الذي سيتم تطبيقه يوم السبت القادم . فإلى أين سيتم إخلاؤهم ؟ هل سيلتحقون بإخوانهم في مخيم أحد المسارحة ? أم أن مخططكم المميز الذي وعدتموهم به جاهزاً بكل مبانيه ؟ ليس مهماً أن يتم إيقاف شيخ القرية في سجن الشرطة ليلة كاملة بقدر ما يهمنا أين سيذهب ما يربو عن الألف من سكناهم ؟! أعتقد أن موضوعاً كهذا لا يجب أن يمر مرور الكرام على سمو أمير المنطقة فلو كان هناك تجاوزاً من قبل سكان تلك القرية بالبناء فإن هناك شيئاً اسمه الإنسانية في التعامل خاصة وأن الباعث الرئيسي للقضية عداء قبلي تحت لواء النظام !! ثم يجب أن يتم تعديل مسمى لجنة التعديات إلى مسمى آخر فكيف يتعدى مواطن ينتمي لهذه الأرض على وطنه ؟! بقي أن يتم التنويه إلى أن طلاب القرية وطالباتها يرفضون الذهاب إلى مدارسهم بدءاً من السبت القادم 29 / 6 خوفاً على تدمير منازلهم وتشتت شملهم . صالح بن إسماعيل القيسي الرياض [email protected]