تحذيرٌ من فتنةٍ كفتنة يوم السبت عندما ذكر الله تعالى في كتابه العزيز إحدى صور التحايل التي مارسها اليهود على تعاليم الله وعصيانهم له بالعمل في يوم السبت وملخصها (( أن اليهود أُمروا بعدم العمل في يوم السبت وسمح لهم في بقية الأيام وقد أراد الله لقرية ساحلية لهم يعمل أهلها في صيد الأسماك أن تغيب الأسماك في جميع الأيام إلا يوم السبت ومن حرصهم وجشعهم عمدوا إلى التحايل فحفروا الحفر العميقة على الشاطئ حتى تملؤها ماء المد من البحر وعند حالة الجزر في ذلك اليوم تنقطع طريق العودة على الأسماك فتبقى في الماء الذي في الحفر حتى يوم الأحد ويأتون لصيدها . فعصوا بذلك أمر الله بأدنى الحيل فكان العقاب لهم من الله بالمسخ )) والحيلة كانت ولا تزال أسلوب اليهودي في تعامله وليس هذا بحثنا الذي نسعى إليه الآن . وفي القصة عبرة وعظة من الله لكل ذي عقل ونزول القصة في القرآن الكريم في قوله تعالى((واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون \"163\"} سورة الأعراف )) أبلغ عظة وأشد تحذيراً لنا كمسلمين من عاقبة العصيان ومخالفة أمر الله والتعدي على حدوده . وحد السرقة من الحدود المثبتة نصاً في كتاب الله في قوله تعالى ((والسارق و السارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله )) سورة المائدة آية38 وهذا الحد غضب بسبب التوسط في إيقاف تنفيذه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سرقت المرأة المخزومية شيئا فحكم الرسول صلى الله عليه وسلم بقطع يد ها وعندما سمعوا بالحكم حضروا وأرسلوا أسامة للشفاعة عند النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في إيقاف تنفيذ الحد فغضب نبي الرحمة ((فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأسامة : أتشفع في حد من حدود الله ، ثم خطب فقال : إنما أهلك من كان قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد ، و أيم الله ! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ، فأمر النبي بقطع يدها .رواه البخاري ومسلم )) أو كما قال عليه الصلاة والتسليم والسؤال : ألم نمارس التهاون في حدٍ من الحدود الشرعية عندما غاب أو لنقل غُيب حد السرقة من محاكمنا ؟؟ فلم يعد ينفذ هذا الحد إلا نادراً (( وقد وصل الحكم به لدرجة عدم الوجود )) وصار قضاتنا وبعض المشايخ يبحثون عن مخارج لكل لص وسارق وإتّباع أحاديث ضعيفة أو ما تشابه لتلافي حد السرقة القطع بالرغم من وجود النص القرآني الصريح مما ترتب علي هذا التغيب انتشار ظاهرة السرقة والفساد في مجتمعنا من سرقة الجوال والمحفظة حتى المليارات من الريالات وتعدى الأمر حتى سرقة أموال ومشاريع الدولة. وتحايلٌ آخر على المحرمات : أليست بطاقات الائتمان البنكية التي يسحب بها الفرد مبلغ معين ويعود في نهاية الشهر لسداد المبلغ مع زيادة نسبة معينة عليه من المال تسمى رسوم هو تحايل على التعامل بالربا وإن اختلفت التسمية؟ وأيضا : أليست مضاعفة قيمة المخالفات المرورية في حالة تأخير تسديدها هو نوع من الربا حتى وإن تحايلنا وكتبنا على قسيمة المخالفة تتراوح قيمتها بين كذا (( الحد الأدنى)) وكذا (( الحد الأعلى)) ؟؟ فالله يعلم كل شي ويعلم ما في الصدور. إن لنا ديناً كاملاً من الله ورسولاً نشهد أنه بلغ الرسالة صلى الله عليه وسلم ووطناً نحبه ولن نرضى غيره وحكومةً عادلةً ومؤمنةً بالله شرعها كتاب الله وسنة رسوله منذ أن أسسها الملك عبد العزيز حتى الآن نثق فيها تمام الثقة وولائنا لها مادامت الحياة فينا فتمت نعم الله علينا ولكن من باب التذكير فقط فالذكرى تنفع المؤمنين . أفيدونا يا من تملكون العلم الشرعي ولديكم صلاحية الفتوى يا هيئة كبار العلماء عن تساؤلاتنا التي تهمنا فلا نسألكم عن غريب الفتاوى ولا عن حكم الرضاعة في الكبر فإننا نخاف من فتنة تصيبنا إذا كان في الأمر تحايل على حدود الله ومخالفة لأمره تعالى مساوى إسماعيل قيسي [email protected]