علي ابن جارنا طالب بالصف الخامس الابتدائي قابلته قبل يومين فتذكرت كلاماً رائعاً للمفكر الإسلامي فهمي هويدي عندما قال : \"خرج الاستعمار الفرنسي من شوارع تونس عام 1956 م، ولكنه رجع إليها عام 1989 م، لم يرجع إلى الأسواق فقط، ولكنه رجع ليشاركنا السكن في بيوتنا، والخلوة في غرفنا، والمبيت في أسرة نومنا. رجع ليقضي على الدين، واللغة، والأخلاق، كان يقيم بيننا بالكُره، ولكنه رجع لنستقبله بالحب والترحاب، كنا ننظر إليه فنمقته، أما الآن فنتلذذ بمشاهدته، والجلوس معه إنه الاستعمار الجديد . ما كان يقصده هويدي هو الإعلام الموجه الذي اضطر من خلاله الصغير علي ٌ إلى أن يدوس المصحف الشريف ليصل إلى المرحلة الثانية في شريط الألعاب THE END WAR الذي اشتراه أبوه مؤخراً والذي تتواجد منه نسخاً كثيرة في السوق كما فهمت من حديث الطفل البريء . بدأ هذا البطل لعبته الجديدة بحمايته للجرافة التي تبني جدار العزل الفلسطيني ، ثم حاول أن يقطع المرحلة الأولى بنجاح ويصل للمرحلة التالية بدون إهانة للمصحف الشريف كما يقول لكن عامل التشويق والإثارة أغراه بأن يغض الطرف ويغمض العينين ليطأ المصحف فلا خيار أمامه ليجد جموعاً من المصلين يبدأ عندها بقتل الإمام أولاً ليتمكن من الفوز بسلاح رشاش متطور يقتل بالرصاصة الواحدة شخصين من المصلين .!! في الجهة المقابلة ما الذي قدمه إعلامنا الإسلامي لعلي وأمثاله ؟ وهل استغل اليهود نقاط الاختلاف لدينا ليصلوا إلى عقول ناشئتنا ؟ لنظل مختلفين على قضايا هامشية سوف يجني معها الجيل القادم مزيداً من الألم والسقوط نحو الهاوية إن لم نتدارك الوضع ونعدل الخطأ . تحدث علي كثيراً عن مغامرته مع GRAND 5)) وأنه اضطر أيضاً لاحتضان فتاة جميلة عبر ذلك ال CD حتى تكتمل رحلة نجاحه عبر ذلك الشريط . أعتقد أن مثل هذه الألعاب جريمة بحق الطفولة فما هي الآلية التي ستقدمها كل مؤسساتنا الحكومية أو المدنية لتقديم برامج تهم الطفل وتعمل على تنمية التفكير لديه ليستفيد ويتسلى في نفس الوقت ؟ فقد مل وهو يتعلم طريقة الفرشاة والمعجون وكأنه لا هم لدينا سوى أن نحافظ على أسنانه ليظل إعلامنا يردد يا بابا أسناني واوا . انتشرت قبل فترة لعبة الترافيان وأصبح شبابنا يومها جنوداً وأبطالاً يشترون الذهب ليزيدوا الدخل لمن اخترعها جيرهارد موللر وها نحن اليوم نشتري أشرطة ذات ألعاب تربي أبناءنا على العنف وتقضي على القيم بدعم من اليهود وما زلنا نردد فكرة المؤامرة فمتى نستفيق ؟!! صالح بن إسماعيل القيسي الرياض [email protected]