اصطحبت طفلي البالغ من العمر(12) سنه إلى فرع أحوال ابوعريش وأجلسته في صالة استقبال المراجعين وفي عودتنا إلى المنزل فاجئني بسؤاله : هل هذه أحوال ابوعريش أم أحوال الجحيم ؟ لم أكن أتوقع أن تصدر منه مثل هذه العبارة التي أربكتني وأحرجتني وأخجلتني في نفس الوقت فلا ثقافته ولا خبرته في الحياة تؤهله لمثل هذه الأسئلة أو لإصدار تقارير موجزة ودقيقة وصائبة قياساً بعمره السني , وإن كان استفساره الذي حمل انطباعاً غير مرضي قد جاء في محله وقد جاء ممثلاً عن تلك الانطباعات التي يحملها كل مراجع عند خروجه من هذه الإدارة أو تلك في باقي محافظات المنطقة مع العلم أنه (أي ولدي ) ليس له ناقة ولا جمل في الموضوع سوى أنه خاض تجربة بسيطة جداً بمكوثه منتظرا مع المراجعين الذين يتصبب عرقهم من قيظ الحر في صالة تفتقر للإضاءة والتكييف بشكل كاف , وهناك ازدحام لا يستطيع كبار السن مقاومته والوضع بوجه عام فوضوي وعشوائي على الرغم من الاجتهادات الفردية لموظف الاستقبال لضبط النظام . ولا شك مطلقا في أن إدارة الفرع تتحمل كامل المسؤولية في ذلك الوضع إضافة إلى سؤ المبنى. ولدي ذاك لم يبلغ السن القانوني لاستخراج الهوية الوطنية حتى يتكبد العناء في حرث كامل الإدارة طلوعاً ونزولاً شمالا وجنوبا للبحث عن سجل البطاقات أو عن الموظف المختص ثم يعطى بعد كفاح مضني موعد آخر مؤجل للتصوير قد يطول ويطول و يطول ما لم تنقذه شفاعة شافع تغلق ملف معاناته مؤقتاً حتى يحين موعد تجديد البطاقة أي بعد عشر سنوات ما لم تفقد بطاقته خلال هذه المدة قلت في صمت الحوار : آه يا ولدي كيف لو أن لك معاملة في قسم الجنسية أو التجنس أو الإضافة أو التعديل !!! أجزم بأنك سوف تلعن الظروف التي جعلتك في موقف الحاجة لخدمة ما من هذه الإدارة وهي حق من حقوقك كمواطن . ولكن كيف سأرد على سؤاله ؟ وعند من سأجد الجواب ؟ هل سيجد المواطن لدى مدير أحوال ابوعريش الجواب الكافي أم الشافي أو كليهما ؟ أم سيجده لدى سعادة مدير عام أحوال المنطقة ؟ أم لدى سعادة وكيل وزارة الداخلية للأحوال المدنية ؟ يقين علمي أن الأول حال دون انتقال إدارته إلى مبنى مستأجر جديد وفخم قبل بضع سنوات بعد أن قام صاحب المبنى بتوقيع عقد مبدئي مع وكالة الأحوال وبعد أن قام بالتعديلات اللازمة والمطلوبة على مبناه والأسباب لدى جميع الأطراف الثلاثة أعلاه ؟؟؟؟ ومبلغ علمي في الثاني أن فاقد الشيء لا يعطيه فالمسئول الذي يفقد صلاحيته في القرار لا يرتجى منه حلول . أما الأخير فلا عتب أو لوم عليه لأن تحته إدارات فاشلة و فوقه إدارات صارمة وبين هذه وتلك ضاعت الطاسة . وهكذا تحولت فروع الأحوال الى أجهزة تقدم الخدمات المدنية المغلفة بأصناف شتى من ضروب المعاناة . يا وزارة الداخلية : معظم المباني المستأجرة لفروع الأحوال تسيء إلى كيان الوزارة العملاق حتى الأثاث المكتبي مخزي للموظف ومخجل للزائر فوالله إن ما يعرض بحراج (بن قاسم) في الرياض أنظف وأكرم مما تحتضنها الفروع حالياً حيث انتهت صلاحيتها بانتهاء صلاحية مدراء فروعها 0 يا أمير المنطقة : فروع الأحوال بالمنطقة بحاجة إلى لفته مسئول بنظرة شاملة تجدد مبانيها وإداراتها0 اللهم بلغت !! اللهم فاشهد!