بعد إعلان ما يسمى بتنظيم الحوثي وقف التسلل إلى الأراضي السعودية والنزول من أعالي الجبال، بحجة حقن الدماء وتضحية ً للجارين الشقيقين على حد تعبير آية التنظيم العظمى عبدالملك الحوثي وببغائه الإعلامي محمد عبدالسلام . وبالنظر إلى الوراء قليلا ً وبالتحديد إلى حروبهم مع حكومة دولتهم بعد تجردهم من السعادة والوطنية من اليمن ... يبقى لي تساؤلي هنا وهو إلى أي مدى يجب علينا تصديق رفع قيادة المتسللين راية الاستسلام من بين بيانات التنظيم المتضاربة الأقاويل ومتناقضة التأويل، فعبد الملك بدر الدين الحوثي لديه تصريحاته الخاصة التي يصرح بها من على أرض الواقع الأليم بالنسبة له، وأخوه في برلين يصرح من على أرض الرفاهية الممتع له هو أيضاً ويطالب الجانب السعودي بتسليم الأسرى الحوثيين المتسللين إلى الصليب الأحمر الدولي واضعا ً تنظيمه الهش موضع الدولة في الجارة اليمن. وأقرب ُ دليل ٍ أنقله لكم هو عودة أسرانا المصابين إلى أراضينا بدون قيد ٍ أو شرط . لا يهمني تصريحاتهم المتناقضة التي تُذكرني بتناقض آيات قم المقدسة بالنسبة إليهم .. بقدر ما يهمني استفهامي وتعجبي من طريقة إدارة المعارك وبيانات خوض خضمها فمنذ بداية الحرب ونحن نقرأ بيانات أعدائنا ومطالبهم الجوفاء من حكومتهم ومبررات تمددهم إلى الحدود السعودية، وبعد تعرضهم لصفعة الشعبين الجارين رضخوا للمطالب والشروط الستة للأخوة اليمنيين والشروط الثلاثة للقوات السعودية ... إنه لأمرٌ يبعث إلى الحيرة ِ فعلا !! أصدقائي إنني لا أكتب لكم هنا استذكارا ً لآلام الحرب التي افتقدنا فيه عشرات الشهداء ونئن بأنين عشرات الجرحى ولا لإستثارة نشوات الانتصار التي جعلتني أفتخر بانتمائي الوطني بشكل ٍ غير مسبوق. بل إنني أكتب لكم رسالة واضحة ٌ وجلية أتقدم بها إلى قائد مسرح العمليات في حرب دحر المتسللين/ صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان. وأقول له يا صاحب السمو سُررت ُ جدا ً بأخبار وتصريحات النصر والانتصار وكان لي شرف استقبال بِضْع ٌ من أبنائنا الذين كان لهم شرف المشاركة والفداء للوطن أثناء الحرب ولكنني وأثناء احتفالي بعودتهم افتقدت من بينهم عشرات الشهداء ومثلهم في عداد الجرحى، وهذا لا يعني بالنسبة إلينا انتهاء الحرب ِ بعد الانتصار الأخير، فنحن ُ يا صاحب السمو شعب ٌ لا يقبل الضيم ... وإني وبعد قراءتي لسيرتكم الذاتية المفعمة بأنواع الصولات والجولات والكر والفر في ميادين القتال التدريبية والفعلية على مدار عقود ليست بالقليلة . أطالبكم بِحَبْكِ قواعد الاجتياح المفاجئ لمعاقل المتسللين، لتكون ضربة ً قاسمة ً لا تقوم من بعدها أيهما قيامة لأي متسلل ٍ أشر يحاول العبث بأمن واقتصاد الجنوب وأهله، وتكون بذلك أيضا ً رسالة ً واضحة لمن يطمح في أن يكون ضمن فريق أعدائنا الجدد . نعم يا سيدي نريدها ضربة ٌ قاسمة تثير الهلع وتنشر ُ الموت َ ولا تسرُ الضاغنين . نعم إن مطلبي إليكم ليس مطلبا ً تعجيزيا ً على قواتنا المسلحة التي هي في الواقع تعمل ُ تحت ناظريكم، وأذكر سموكم الكريم أنني ومن واقع قراءتي لأكثر من سبعة عقود ٍ مضت في مسيرة وطن , عرفت من قراءتي أنكم تنظرون لمن يقتل سعوديا ً متعمدا ً فكأنما قتل السعوديين جميعا. فيصل دخيل اليزيدي