استوقفتني مقالة لأحد الكتاب في إحدى الصحف السعودية بعنوان \"إعدام عبده خال\" فظننته يرمي إلى تهميش هذا الكاتب الكبير. وما رمى إليه الكاتب هو كيف يفوز عبده خال الكاتب الروائي السعودي بجائزة التفوق في الأدب العربي \"بوكر\"متفوقا على 150اديب عربي ، و لم نجد وسيلة إعلامية سواء متلفزة , أو مقروءة أو مسموعة أذاعت أو نقلت الخبر سوى صحيفة وحيدة فقط . الجدير بالذكر أن تلك الوسائل الإعلامية تنشر أسماء الفائزين في مرابع الإبل وألوانها وخصص لها اليوم العشرات من قنوات الفضاء ونصدر لها، ومن أجلها، مطبوعات الورق الفاخر في مجلات الأدب الشعبي . هل تبدلت يا ترى ثقافة الشعوب فأصبح فخرهم بالثقافة الشعبية التي يسودها العنصرية والتباهي بالحيوان (الناقة و الماعز) التي جملها الله بجمال خلقه لست هنا منتقدا تلك الحيوانات بل من كانت ثقافته وحبه أكثر من ذويه . الغريب في الأمر أن يكرم صاحب ناقة وكأنه نال جائزة نوبل لجمال الإبل والماعز ويتصدر خبره الصحف والقنوات الشعبية وينسى أو يتناسى ذلك الأديب من قبل إعلامنا الوليد . لماذا يُحارب عبده خال من قبل إعلامنا الوليد هل يا ترى لأنه ينتمي لمنطقة الألف طبيب وأديب هل لو كان ينتمي لسواها هل سيكون الحال غير ذلك ؟! لأتعجب كيف لإعلامنا أن ينحاز بذلك الشكل المؤسف و يسلك مسلكاً غريباً ، مستبدلا المسار الثقافي الرصين الذي يجول بك في سياحة ثقافية مروراً بحدائق الخيال ملونة بأطياف التصوير الإبداعي في لوحات أدبية راقية إلى النمط الشعبي الذي لا يمس للإبداع بأي صلة أو صفة . الغريب في الأمر قصة(بنات الرياض ) التي أثارت عاصفة إعلامية على المستوى الداخلي والخارجي وترجمت إلى لغات عده لغات، تتضمن القصة يوميات مخلة لفتيات سعوديات في صورة تصور لقارئها لوحة سيئة . وحينما نال عبده خال جائزة البوكر يمنع بيع تلك القصة (ترمي بشرر) في معرض الكتاب الدولي في الرياض .. لماذا ؟؟ يا سيدي عبده خال يراودني شك بأنك ظهرت في زمن لا يدرك من حولك ماذا تنسج بقلمك الجميل سوف يأتي جيل قادم سيدرك مدى إبداع عبده خال كما أبدع كما كتب كما روى ستظل يا عبده خال نجما مضيئا وعلما أدبيا ونبراساً يهتدي بك كل محب للأدب السعودي والعربي