في ذات الليلة التي تمت فيها مراسم زواج الداعية المعروف عبد الله بانعمة شافاه الله وهنأه كنت في زيارة لشخص يشترك معه في ذات أحرف الاسم وفي جملة من القواسم المشتركة الصحية بينهما إنه عبد الله طيب صلوي حمدي . ولمن لا يعرف ابن طيب فهو أحد أبناء جازان الأوفياء ، خرج منها منتشياً فرحاً بحصوله على تقدير امتياز من مرحلة الثانوية العامة أيام اختبارات الوزارة المرهقة ليتم قبوله فوراً بجامعة الملك سعود بكلية الطب قبل أعوام ليست بالبسيطة . عبد الله طيب حالة إنسانية لا تقل أهمية وإنسانية عن حال بانعمة الداعية . فالفرق أن هناك إعلاماً خدم الثاني ولم يكن للأول نصيب منه ، سوى ارتسامة الألم الممزوجة بابتسامة الرضاء يأقدار الله عندما أصيب بحالة مرضية غريبة تقعده تماماً عن الحركة وكأنه مشلول أيام الاختبارات . هي العين أم الأقدار فهكذا قدرالله وما شاء فعل . انقطع عن الدراسة ولم يكمل حلم الحصول على شهادة الطب . ولكن الأمل وروح الشعور بالحياة والوجود لم ينقطع ، فقد بدأ يبحث عن حلول أخرى وهكذا هم العظماء ليلتحق بوظيفة جيدة عبر مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض . فرح كثيراً بهذه الوظيفة وطور نفسه في مجال الحاسب والتقنية وحصل على أفضل الدورات التي تؤهله للحصول على ترقيات أفضل رغم سنوات التطويف ، ليأتيه الرد ودياً بأن ترفع يديك حمداً لله على أن تم التغاضي عن شبه الإعاقة التي تعيق حركتك وعن تلك المعاناة التي تحملنا إياها نتيجة للعمليات الجراحية المتكررة التي تخضع لها ، المؤلم حقاً أن من دربهم عبد الله يوماً هم رؤساؤه في العمل الآن !! كل تلك العوائق لم تزد عبد الله طيب سوى إصراراً على الحياة كإصرار عبد الله بانعمة ، يقابلك بصدر رحب وابتسامة لا تفارق محياه ، قابلناه مساء الاثنين 1 / 3 / 1431 ه الموافق 16 / فبراير / 2010 م لنهنئه ولنبارك له بمولوده الأول ولنهيئ نفسياته ومعنوياته استعداداً لعملية جراحية ستجرى له يوم الاثنين القادم بالرياض . هذا الطيب لم يكن سوى ضحية لحالة من البيروقراطية المفرطة رفض فيها القلم المسئول في كل مستشفياتنا الحكومية أن يكتب عبارة صادقة بأن علاجه غير ممكن بالداخل بل اكتفت تلك الأقلام بمقولة ( نوصي بعلاجه في الخارج ) وهذه هي العبارة التي عقدت خروجه للدول المتقدمة طبياً وظل عبد الله أسيراً لمشارط الجراحين هنا . تصوروا أن يحصل ابن جازان العصامي والذي لا يجيد أساليب الاستجداء على نصف تلك الأضواء التي غطت مراسم زواج الداعية با نعمة ؟ عندها هل سيصف نفسه بأنه كهلٌ في سن الشباب رغم أن عمره 35 سنة ؟ ألم يحن الوقت المناسب لتتحرك ضمائر مسئولي وزارة الصحة لتعيد لعبد الله شبابه ؟ لتقدم له حقاً من حقوقه التي كفلتها الأنظمة ؟ لتساعده على أن يحقق حلمه بأن يحمل ابنه بعد أشهر ويتحرك بطلاقة كما هم الأصحاء خاصة وأن فرصة علاجه في الخارج ممكنة ؟ صالح بن إسماعيل القيسي الرياض [email protected]