ماذا لو تبين لك وأثناء قراءتك لهذا المقال أن منزلك يتعرض للسرقة من قبل لص ٍ مسلح ومحترف !! وأثناء قيامك لضبط اللص الذي يعيث في المنزل ومحتوياته فسادا ً متلبسا ً بجرمه يتضح لك أنه أحد إخوانك الأشقاء بعد أن تجرد من سنوات التربية التي لطالما عمل على غرسها في نفوسكم أبيكم الشيخُ الكبير مستبدلا ً بها سنين ضياع مؤلمة بعد أن اتبع هواه الذي أضله ... سأقترح عليك وقتها بصفتي أحد جيرانك الأوفياء ومن واقع أنني لا أتدخل في الشؤون العائلية للغير بالصبر والاحتساب... ولكنك ستقول حتما ً وقد شاط غضبك واحمرت وجدتيك من ردي: وكيف أصبر على ما لم تحط به خُبرا ً. ومع خالص حبي لأبناء الجوار من الشعب اليمني الذي لطالما ضحى من أجل سعادته في وحدة صفه وكلمته السواء إضافة ً إلى بطولاته لاستقرار أرضه . يشوب إخلاصي لهم بعض الشوائب المبررة كَشَائِبَتِكَ مني عندما طلبت منك الصبر في تخيلاتي السابقة ، ففي دولة ٍ أوروبية يقطن أحد أعضاء البرلمان اليمني وهو يشغر في الأساس على أرض الواقع وظيفة الذراع العسكري للتمرد الحوثي مستبدلا ً تبني صوت وضمير الشعب بصوت زخات الرصاص من فوهة البندقية وعلى الرغم من تغيبه عن اجتماعاته الدورية – البرلمان – وواقعه الموحل في دماء أفراد القوات المسلحة اليمنية إلا أن الغريب في الأمر أنه حتى هذه اللحظة ما زال عضوا ً في البرلمان اليمني يتمتع كغيره بالحصانة الدبلوماسية كعضو في البرلمان ، ولم تسقط عنه العضوية ولم يقدم للمحاكمة المدنية. إني ومن واقع إخلاصي للشعب اليمني ووفائي لحسن الجوار معه أرى من يقف وراء هذه التناقضات لأشد وطأة ً على سعادة الشعب اليمني من عضو البرلمان الذي فضل رفاهية أوروبا بحضارة صنعاء وسعادة اليمن ، فكيف وبعد نشوب الحرب الوطنية اليمنية الأعنف في تاريخها مع ذات التمرد – الحرب السادسة – مازال عضو البرلمان ممثلا ً للشعب اليمني في الخارج بكامل حصانته الدبلوماسية ...ألا يستحق ذات العضو بعد أن تسقط عنه عضويته البرلمانية أن يزج به خلف أسوار السجن بتهمة الإخلال بسعادة اليمن... لا أظنه إلا يستحق ذلك وخصوصا ً بعد أن رأيت على قناة الحوار في الأسبوع المنصرم ذات العضو مصرحا ً بأن قواته – الحوثيين – كادت أن تسقط نظام الحكم في اليمن لولا التدخل السافر للسعودية على حد قوله. وفي الحقيقة لا أجد غرابة ً هذه الأيام عندما أرى أي تناقض إقليمي بمختلف توجهاته ، فأمريكا التي أعلنت حربا ً ضروسا ً ضد الإرهاب العالمي منذ عام 2001م وتحديداً بعد أحداث 11 سبتمبر وأسقطت أنظمة لطالما شكلت هاجسا ً مرعبا ً للمنطقة وزعمت بأنها قد زرعت نظم الديمقراطية والتعددية بدلا ً منها ، وهي التي وضعت مثلثا ً للشر وقائمة المنظمات الإرهابية والدول التي تقف ورائها ما زالت – أمريكا - في حيرة ٍ من أمرها في أن تضع تنظيم الشباب المؤمن – تنظيم الحوثي – في قائمة المنظمات الإرهابية أم لا ؟؟!! ، مع العلم أن شعار الأخيرة يهتف ليل نهار وصبحا ً وجهارا ً بالموت لها. (تمتمه) ... إن استفهامي الجريء حول أوضاع دولة اليمن السعيدة تحتاج إلى إجابات جريئة منطقية من صناع القرار اليمني في الداخل ... فمثل يحيى بدر الدين الحوثي عضو البرلمان اليمني الذي يقطن في برلين الآن كمثل الشاب الذي يسرق بيت أهله وذويه ويشهر سلاحه الأبيض مهددا ً كل من يقطع عليه الطريق ... وفي الحقيقة شتان بين من يسرق أهل بيته وبين من يصوب فوهة بندقيته نحو صدورهم ليقتلهم (قاتلهم الله أنى يؤفكون). [email protected]