أ ُثْبُتْ دخان فما عليك إلا آثارُ دماء شهدائنا وأبطالنا الشجعان ، أكتبها لكم وشعور الحزن والأسى ينتابني بشئ ٍ من الفخر والعزة ؛ لقد سالت دمائهم بعد أن لبوا زمجرة إخوانهم في حرس الحدود والتي نقلها لهم ساعي البريد – الصدى – بعد أن اصطدم بتضاريس الجنوب الوعرة فمن جبل دخان إلى قرينه المدود وأخويهما جبل الرميح حتى بلغت آذانهم وأطلقوا لها كل عنانهم ، تفوح روائح المسك من ذات الدماء الزكية وذات الصدور الفدائية وقضى الله قضاءه وقدره علينا وعليهم أن يكونوا أحياءا ً يرزقون بجوار النبيين والصديقين والشهداء وإضافة إلى حياتهم الثانية والاستثنائية فإنهم فرحين بما آتاهم الله ويستبشرون بالذين من خلفهم ، ما تقرؤونه حتى الآن ليست مبالغة ً مقالية تُتَمتِم على وتر الخيال اللغوي الإنشائي بل كلام ربنا الذي أنزله روح القدس عليه السلام على محمد ٌ صلوات ربي وسلامه عليه والمعجز في لفظه والمبهر معناه عندما قال عز وجل: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات ٌ بل أحياء عند ربهم يرزقون.فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف ٌ عليهم ولا هم يحزنون) حياة ٌ استثنائية لأموات ٍ استثنائيين اختصها عز وجل لمن يموت لإعلاء كلمته أو لمن يموت دون أرضه. أما من مات دون ولائه لخرافات التدين وعمائمها السوداء ودون جرأته الانتحارية والتسلل نحو جنوب المملكة الذي يستعصي إلا على أهله ومواطنيه فلا أضيف إلى قوله عز وجل عنهم: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شِيَعا ً لست منهم في شئ ٍ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) ، أضيف لهم أن ما سيرونه لا ما يسمعون به .. لأنه عز وجل حدثنا عنكم وقال أننا لسنا منكم في شئ لأنه عز وجل سينبئكم بما كنتم تفعلون. (أخيرا ً ولن يكون آخرا ً) ... نحن في حاجة ٍ ماسة لمؤرخين وطنيين يسطرون بماء من ذهب أسماء شهداء الواجب والوطن مقترنة ً بانجازاتهم في مناهج التاريخ بمختلف المراحل الدراسية ليعرف أبنائنا منذ صغرهم أن هناك من مات ليحيا بكامل كرامته وعزته ، ومن أسمى أمنياتي أن نكتب أسمائهم أيضاً على شوارعنا لتكون بأسماء من لم يسيروا عليها ... ومن هنا حتى أراها واقعا ً مشهودا، أوصيكم بإخواننا المرابطين على أرض المعركة خيراً صفقوا وافتخروا لكل انتصاراتهم وأعلو من شأن بطولاتهم وتضحياتهم ، أما أنا فدعوني هنا لألقي على الغائبين السلام [email protected]