اعترض أحد المراجعين طريق وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة الذي كان يتفقد مستشفى الملك خالد العام في مدينة حائل أول من أمس، وقال له: «انتبه من الفئران يا معالي الوزير، فأنت الآن لست داخل مستشفى حكومي يخدم مدينة تجاوز عدد سكانها نصف مليون نسمة»، وعندها وعد الوزير المراجع بسرعة النظر في ملاحظاته عن تدني مستوى النظافة، وتأخر مواعيد عيادة العيون أكثر من 4 أشهر، مؤكداً أن تقديم الخدمة الصحية بمستوى لائق حق من حقوق المريض. وعلى رغم أن إدارة العلاقات العامة في المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة حائل فرضت حالاً من التكتم على جدول زيارة الوزير، إلا أن نحو 200 مواطن تسرّب لهم خبر وصول الربيعة إلى المستشفى احتشدوا في ممراتها، وطالبوه بتحسين مستوى الخدمات الصحية في المنطقة ودعمها بالكفاءات والأجهزة الطبية التي تنقص مستشفيات المنطقة. وانتقد عدد من الإعلاميين مسؤولي إدارة العلاقات العامة في «صحة حائل» لعدم تزويدهم بمسار زيارة الوزير ومواعيد جولاته التفقدية. وذكر أحد الإعلاميين (فضّل عدم ذكر اسمه) أن جولة الوزير على مستشفى حائل العام تمت من دون علم أي من إعلاميي المنطقة الذين اعتمد غالبيتهم على مصادره لمعرفة تحركات الربيعة، متهماً مدير العلاقات العامة في «صحة حائل» بالإدلاء بمعلومات مغلوطة عن جولة الوزير. وكان وزير الصحة غادر المنطقة في الثانية من فجر أمس بعدما تأخرت رحلة الخطوط الجوية العربية السعودية 3 ساعات عن موعدها، وهو ما اعتبره مواطنون فرصة ليطلع الربيعة على معاناتهم التي لا تقتصر على نقص الخدمات الصحية بل تتعداها إلى تأخر رحلات «الخطوط السعودية». وأعرب سعد العنزي وخالد الشمري عن أملهما بأن يعمل الوزير على إنهاء معاناة الأهالي من تدني مستوى المستشفيات والمراكز الصحية وندرة الأطباء ونقص الأجهزة، معتبرين أن مديرية الشؤون الصحية في منطقة حائل عملت على تضليل الوزير من خلال تقديم عرض مرئي عن تطوّر الخدمات الصحية على رغم أن ذلك عارٍ عن الصحة على حد قولهما، مشيرين إلى أن مسؤولي «صحة حائل» أجروا خلال الأسبوعين الماضيين حملة تحسينات على المستشفيات شملت تغيير فرش الأسرَّة وتجديد طلاء الجدران وتجميل المداخل. وأكد مواطن أن مسؤولاً في «الصحة» منع معوَّقاً من مقابلة وزير الصحة خلال جولته في المنطقة. وقال خالد الشغدليوفقاً للحياة إنه رأى مواطناً يعاني من إعاقة في قدميه يطلب من أحد مسؤولي الصحة تمكينه من مقابلة الدكتور عبدالله الربيعة الذي كان وقتها في متنزه الريع، ليشرح له معاناته مع المرض وحاجته للتحويل إلى مركز متخصص، إلا أنه رفض بحجة أن الوزير كان يعقد اجتماعاً مغلقاً مع مسؤولين من صحة المنطقة، على رغم أن أصوات العرضة السعودية و«السامري» كانت تسمع من داخل المتنزه.