اتفق أهالي قرية في جنوب السعودية تُدعى "شعف بلقرن" (شمال شرق منطقة عسير) على تحديد حدّا أقصى للمهور، بحيث لا يزيد عن 8000 ريال للفتاة البكر، و6000 ريال فقط للثيب. ووضعت القرية عقوبات صارمة لمخالفي نظام المهر الذي تم تحديده، مطالبة أفراد القبيلة بعدم التوسع في ليلة الزفاف بقدر المستطاع، والسعي على أن لا تتجاوز مراسيم الفرح منتصف الليل، وذلك في محاولةٍ لتخفيف أعباء الزواج ومحاربة العنوسة. وذكرت صحيفة "عكاظ" الخميس 12 مايو/أيار أنه لضمان تطبيق النظام على الجميع شكّلت القبيلة لجنة لمتابعة المخالفات المتعلقة بالمهر المنصوص عليه، وتقوم بأخذ "القسم من العريس ليلة زفافه، بأنه لم يزد على المهر المتفق عليه" سرا أو علنا. ونهجت هذا المنهج في جميع زيجاتها، ومن يخالف ذلك تعزله القبيلة ولا تشاركه في أي أمرٍ يحدث عليه هو وأسرته، وتسعى القبيلة من هذا المنطلق إلى التخفيف على الشباب والمساعدة لهم وكذلك الحدّ من عنوسة الفتيات. وشدّد عدد من أفراد القبيلة على ضرورة الالتزام والتقيد بهذا الاتفاق البنّاء لأهميته الاجتماعية والاقتصادية، ولما يسهل على كثير من الشباب والشابات الزواج دون أن يواجه عقوبات. وأكد نائب شيخ القرية سعيد بن مسلي أن هذا الاتفاق يأتي لتأمين مستقبل أبناء القبيلة، والنهوض بكافة العقبات التي قد تواجههم تجاه الزواج، والتي تُزال من خلال هذه المبادرة الكريمة التي التفّ عليها أهالي القرية، مبدين استعدادهم لتطبيقها. وأضاف "نسعى لأن تكون الحياة الزوجية حياة ناجحة بين الزوجين دون أي عقبات تأتي مستقبلا بعد الزواج كالديون التي تثقل كاهلهم وتبعد عنهم السعادة والفرح". بدورهم، أبدى شباب وشابات القبيلة سعادتهم بهذه المبادرة التي تزيل من أمامهم كافة العقبات التي يترتب عليها فيما بعد الكثير من المشاكل الاقتصادية التي تثقل كاهل الزوجين، مما يعرض حياتهم للانهيار، والكثير من المشاكل التي تنعكس على واقعهم اليومي ومستقبل حياتهم. وأكدت حنين أحمد "أن المهر المقدم قليل ولا يفي بمتطلبات الزواج، ولكن يعتبر حلا لمحاربة العنوسة، والتيسير والعدل بين الفتيات، حيث جميع الزيجات بمهر واحد ومحدد، ومخالفه يجد العقوبة في انتظاره". وتعتبر أن هذه الفكرة جميلة ورائعة، وتجعل الشباب والشابات مستعدين للزواج دون أن يواجهوا أي مشاكل تذكر. وأشارت "أم مياسم" إلى أن بعض المخالفات التي تتم في هذه الزيجات بقولها "الزواج داخل القرية أصبح أمرا سهلا، لكن على الفتيات المقبلات على الزواج عدم تقليد بعض العادات السيئة وتوظيفها في زيجات القبيلة بدعوى أن المهر قليل مع أن هذه العادات قد تحمِّل العريس أموالا باهظة لا تعدو كونها كماليات فقط". وعي أبناء القرية من جانبه، اعتبر مدير عام التوجيه والإرشاد السابق في وزارة الداخلية السعودية الدكتور علي شائع النفيسة، أن هذا الأمر يعكس وعي أهالي القبيلة بأهمية التيسير على الشباب في أمور الزواج. وأوضح: للأسف هناك البعض يبالغ في مراسيم الزواج والاحتفال، حيث تنظم من 4 إلى 5 حفلات احتفالا بالزواج الواحد، وكل واحد منهم يكلف نفس المبلغ، وهذا أمر مؤسف يحمّل الناس فوق طاقتهم. وقال المأذون الشرعي إمام وخطيب مسجد الملك سعود في جدة سعيد القرني إن هذا الأمر فيه اقتداء بالسلوك النبوي الكريم، ويجعل الشاب يعيش في حياة كريمة بعد الزواج، دون أي يبقى حائرا بين الديون وحياته الزوجية. وتمنى القرني أن يقتدي الجميع بهذه المبادرة التي قامت بها هذه القبيلة حتى يضمن الشاب الزواج بكل يسر وسهولة.