الرئيس الأميركي السابق جورج بوش يقول انه كان يصلي متضرعا قبل اتخاذ القرارات المصيرية ويزعم بعد ذلك أنه كان يتلقى أوامر الله في أذنيه، لم يقدم في كتابه «لحظات القرار» أي اعتذار عن حروبه الحمقاء التي كلفت مئات الألوف من البشر أرواحهم وأشعلت فتنا ما تزال تستعر وتحصد أرواح آلاف آخرين. بل أعرب عن اعتقاده بأن التاريخ سينصفه بعد «عدة عقود، بعد أن تهدأ العواطف وتتضح النتائج»، وسيتم ذكره على أنه القائد الذي حول مسار التاريخ في الشرق الأوسط وأخرجه من الظلمة إلى شمس الديموقراطية والحرية. وإذا كانت من أوجه فشل فهي على أقصى تقدير «أخطاء» يتألم لها وإن كانت لا تقارن بحجم المهمة التاريخية التي أطلقها. وفي معرض ما ساقه من دلائل للتأكيد على سيل المعلومات التي تلقاها حول مخزون صدام حسين من أسلحة الدمار الشامل، قال إن «الرئيس المصري حسني مبارك أطلع الجنرال تومي فرانكس على أن العراق لديه أسلحة بيولوجية وأنه سيقوم باستخدامها ضد قواتنا بكل تأكيد (قبل غزو العام 2003). ورفض مبارك التصريح بذلك الاتهام علنا خشية إثارة الشارع العربي. ولكن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها من قائد في منطقة الشرق الأوسط يعرف صدام جيدا كان لها تأثير على تفكيري. وكما كانت هناك مخاطر ترتبط بالقيام بتحرك، فإن عدم القيام بتحرك كان أيضا ينطوي على مخاطر: فامتلاك صدام لأسلحة بيولوجية كان يمثل تهديدا خطيرا لنا ».