بعد يوم على إعلان وزارة الداخلية اليمنية قائمة تضم ثمانية مطلوبين أمنياً ينتمون الى تنظيم «القاعدة» ورصد عشرين مليون ريال مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أي منهم، فجر مجهولون يُعتقد بأنهم ينتمون الى التنظيم، سيارة يملكها أحد ضباط جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) في مديرية أحور في محافظة أبين. ووقع التفجير الذي تم بواسطة جهاز تحكم عن بعد، امام مبنى ادارة الجهاز ما اسفر عن إصابة ضابطين بجروح بعد فشل محاولتهما تفكيك العبوة. ففي بيان نشرته وكالة «سبأ» الرسمية تضمن صور المطلوبين الثمانية وعدت وزارة الداخلية بتقديم «مكافأة مالية مجزية قدرها 20 مليون ريال (100 الف دولار) لمن يدلي باية معلومات عن اي شخص من هذه العناصر الارهابية المتطرفة». وافاد البيان ان المطلوبين هم أمين عبدالله عبدالرحمن العثماني، بشير محمد أحمد الحليسي، شوقي علي أحمد البعداني، عبدالاله علي قاسم المصباحي، عبدالحميد أحمد محمد الحبيشي، محمد علي عبدالله الناشري، مصلح عبدالله أحمد الحليسي، يوسف أحمد مثنى زيود. ولم تذكر الوزارة الاسباب الدقيقة لملاحقة الثمانية لكنها اكدت انه «تم التغرير بهم من قبل عناصر ارهابية متطرفة في تنظيم القاعدة مهووسة بالقتل والتدمير». كما حذرت «من التستر على أي شخص من هذه العناصر وغيرها من العناصر الارهابية لان ذلك سيعرض من يقومون بذلك للمساءلة القانونية». وافادت مصادر مطلعة ان الجريحين اللذين اصيبا في تفجير احور هما العقيد عبيد مبارك مدير فرع الاستخبارات في مديرية أحور والمقدم محمد الحالمي المتخصص في تفكيك المتفجرات. ووصفت العملية بأنها «دقيقة وخطيرة وتحمل بصمات تنظيم القاعدة» خصوصاً انها تأتي ضمن سلسلة العمليات التي ينفذها التنظيم ضد المؤسسة الأمنية ومسؤوليها وضباطها. وكان مسلحون يعتقد بأنهم ينتمون الى «القاعدة» اعترضوا أمس دورية أمنية وعسكرية في مديرية مودية في محافظة أبين كانت في طريقها إلى ضواحي نائية في منطقة الجيزة لملاحقة عناصر مسلحة لجأت إلى مخابئ جبلية في المنطقة، اثر فشلها في محاولة اغتيال المحافظ أحمد الميسري ومدير أمن المحافظة العميد عبد الرزاق المروني الخميس الماضي في كمين أسفر عن مقتل شقيق المحافظ وأحد جنود الحراسة وجرح نحو خمسة جنود آخرين. وأكدت ل «الحياة» مصادر محلية في محافظة أبين ان اشتباكات عنيفة تخوضها قوات الامن مع العشرات من المسلحين في المنطقة تشير معلومات اولية إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين غالبيتهم من الجنود الذين تعرضت سيارتهم العسكرية لقذائف صاروخية (أر بي جي) وهي في طريقها إلى منطقة (أمعين) حيث تمكن المسلحون المهاجمون من إحراق وعطب عدد من السيارات والآليات العسكرية . وكانت السلطات اليمنية في لودر بمحافظة أبين عثرت الجمعة على ثلاث جثث متفحمة لجنود سقطوا في مواجهات الخميس الماضي بين وحدات أمنية ومسلحين من «القاعدة»، فيما عثرت على ثمانية جنود احياء كانوا في عداد المفقودين. يذكر أن وحدات أمنية وعسكرية تابعة للجيش مدعومة بالآليات والدبابات ووحدات خاصة بمكافحة الإرهاب تنفذ عمليات ملاحقة لعناصر «القاعدة» في عدد من المحافظات أهمها أبين، وشبوة، وعدن، ولحج، ومأرب، وحضرموت، وصنعاء، والبيضاء، وتخوض مواجهات عنيفة منذ أواخر العام الماضي في إطار جهود الحكومة اليمنية لجهة مكافحة «الإرهاب» والتزامها لشركائها الدوليين باجتثاث تنظيم «القاعدة» من اليمن وعدم السماح لعناصره الانطلاق منه لتنفيذ عمليات «إرهابية» في العالم .