كشفت مصادر ل«الحياة» أن الانتحاري عبدالله عسيري الذي نفّذ قبل عام محاولة فاشلة لاغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف، أخفى حزامه الناسف تحت قطن مشدود كان على جسده، وأن المادة المتفجرة التي استخدمت روسية الصنع، وسهلة الإعداد لأغراض التفجير. وكشفت أن المطلوب أحمد عسيري، شقيق الانتحاري المذكور، يعمل على صناعة المتفجرات في اليمن بعد سرقة مكوناتها الكيماوية من المستشفيات في صنعاء. وأوضحت المصادر أن عبدالله عسيري كان يرتدي حزاماً ناسفاً توجيهياً يتضمن مواد متفجرة من نوع C3، وكان مزوّداً بصواعق كهربائية، تمت تغطيتها بالقطن المشدود على جسده، لضمان عدم ظهور أي شيء على جسمه. وقالت إن الحزام زوّد أيضاً بصاعق كهربائي مرتبط بجهاز المحمول، صنع تنظيم «القاعدة» في اليمن عدداً منه. ولفتت إلى أن المادة الإلكترونية في الهاتف المحمول تبعث إشارات إلى الصاعق الكهربائي الذي يستجيب في غضون ثوانٍ بالتفجير. وأشارت المصادر إلى أن المطلوب الأول في قائمة ال85 أحمد عسيري (شقيق الانتحاري عبدالله) يقوم بصناعة بعض المواد المتفجرة السهلة الصنع، بعد أن يتحصل على مكوناتها من مستشفيات العاصمة اليمنية (صنعاء)، وقالت: «تمكن أحمد من صناعتها بعد أن حصل على معلومات عن تفاعل المركبات الكيماوية من دراسته في قسم الكيمياء في جامعة الملك سعود في الرياض». ولفتت المصادر إلى أن السلطات الأمنية تعاملت مع الانتحاري عسيري خلال تسليم نفسه ونقله بالطائرة إلى جدة بشكل ودي وحسن، مثل غيره ممن يقابلون الأمير محمد بن نايف. وذكرت أن القدرة الإلهية جعلت الذبذبات الكهربائية تحمل الانتحاري عسيري على الالتفاف بجسمه يساراً أثناء انشغال الأمير محمد بن نايف بالهاتف المحمول في محادثة مع المطلوب رقم 19 في قائمة ال 85 ثامر الزهراني من مكانه في اليمن، فانفجر الصاعق باتجاه سقف الغرفة المبني بالأسمنت المسلح بالحديد، وتسبب التفجير في إحداث فتحة في سقف غرفة الصالون. وظهر في صور الحادثة من داخل منزل مساعد وزير الداخلية الانتحاري عسيري بعد أن نفّذ محاولته الفاشلة وانقسم جسده إلى نصفين، ولوحظت آثار القطن المشدود على جسمه. وأكدت المصادر أن المطلوب الزهراني الذي تحدث مع الأمير محمد بن نايف بالهاتف قبل محاولة الاغتيال بثوانٍ، خرج إلى اليمن متسللاً برفقة الدفعة التي تضمنت قيادات في تنظيم «القاعدة» وهم نائب زعيم التنظيم سعيد الشهري والقائد الميداني محمد العوفي (سلم نفسه أخيراً) وعثمان الغامدي ومرتضى علي مقرم. وأضافت: «درس ثامر الإعلام لمدة ثلاث سنوات، ولديه خبرة عالية في الحاسب الآلي، وهو يعد ضمن مجموعة «الهكر» في خميس مشيط، وكان ضمن الدفعة الأولى التي خرجت إلى اليمن». من جهة أخرى، أوضح الخبير الأمني في شؤون الجماعات المسلحة اللواء (المتقاعد) يحيى الزايدي ل«الحياة»، أن هناك جماعات سياسية وعدوانية تغذي الإرهاب في السعودية في سبيل زعزعة أمن واستقرار البلد، وتحاول مساعيها في محاولات إرهابية تخريبية من اغتيالات أو استهدف منشآت أمنية أو اقتصادية. وقال الزايدي إن أكثر من 200 محاولة سابقة لتنظيم «القاعدة» في المملكة فشلت بسبب العمليات الاستباقية التي كشفتها الأجهزة الأمنية. وأشار الباحث في شؤون الإرهاب في اليمن سعيد بن عبيد ل«الحياة» إلى أنه لا يستبعد سهام عناصر تنظيم «القاعدة» بالسرقة أو شراء بعض المركبات الكيماوية من المستشفيات في اليمن لصناعة المتفجرات التي يستخدمها التنظيم، وقال: «الوضع المادي في اليمن متردٍّ جداً، يمكن أن تشتري من خلاله الذمم، وبالتالي يساعد الفساد في نمو الإرهاب في اليمن». ولفت عبيد إلى أن من يسهم في تمرير هذه المكونات الكيماوية من المستشفيات في اليمن إلى عناصر التنظيم هناك، يدخل تحت نطاق دعمهم لخلايا «القاعدة» في اليمن لوجستياً.