يبدأ المرشح الدائم للفوز ببطولة كأس العالم لكرة القدم المنتخب البرازيلي مشواره اليوم في «المونديال الأفريقي» بمواجهة نظيره الغامض منتخب كوريا الشمالية على ملعب «إيليس بارك» في جوهانسبورغ. ويسعى البرازيليون إلى تعويض الخروج المر من الدور ربع النهائي في المونديال السابق في ألمانيا. ومنع المدرب البرازيلي دونغا الجماهير والإعلاميين من حضور تدريبات منتخب بلاده أمس وأول من أمس، بعدما تداولت وسائل إعلام برازيلية حصول مشادة بين المدافع دانيال ألفيس والمهاجم جوليو باتيستا في حصة تدريبية ماضية. ولم يعتدْ لاعبو البرازيل على التدريب في مثل هذه الأجواء، إذ اعتاد «راقصو السامبا» على التدرب في ظل وجود مئات الكاميرات. وجاء قرار مدرب «السيلساو» بعد علاقة متوترة بالإعلاميين معللاً ذلك بقوله: «هناك 300 صحافي يتمنون خسارة المنتخب البرازيلي». ويبدو أن حال عدم الرضا طاولت الناطق باسم المنتخب البرازيلي رودريغو بايفا الذي قال للإعلاميين: «المدرب هو من يقرر إغلاق التدريبات من عدمه، كانت لنا مخططاتنا التي اتفقنا عليها قبل كأس العالم لكن دونغا هو صاحب القرار هنا». واستطاع دونغا تشكيل منتخب برازيلي جديد منذ توليه المهمة في العام 2007 خلفاً لكارلوس ألبرتو باريرا مدرب جنوب أفريقيا الحالي، واعتمد على صفٍ ثانٍ من الوجوه الشابة، وابتعد بأداء «السيلساو» عن الأسلوب المهاري إلى سياسة تكتيكية مختلفة تعتمد على عنصري القوة البدنية والمجهود المضاعف، متحدياً بذلك الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها. ويشرح دونغا فلسفته الفنية المعتمدة على النتائج بقوله: «نحن لا نعيش من المواهب، بل من النتائج»، وتقف النتائج إلى صف دونغا، إذ قاد «السامبا» فنياً في 64 مباراة ففاز في 47 مرة، وتعادل في 11 وخسر في 6 مباريات فقط، فضلاً عن الفوز ببطولتي كأس أميركا الجنوبية والقارات. وفازت البرازيل باللقب في معظم قارات العالم، ويبدو أنها محتاجة إلى الفوز بالمونديال الأفريقي لتأكيد تفوقها في القارة السمراء بعد الفوز بالكأس في أوروبا (1958) وأميركا الجنوبية (1962) وأميركا الشمالية (المكسيك عام 1970 والولايات المتحدة 1994)، وآسيا (اليابان وكوريا الجنوبية 2002). ويسعى دونغا إلى أن يكون ثالث مدرب في التاريخ يحرز لقب كأس العالم لاعباً ومدرباً بعد مواطنه ماريو زاغالو (1958 و 1970) والقيصر الألماني بكنباور (1974 و 1990). في المقابل، يعود المنتخب الكوري الشمالي إلى عالم نهائيات كأس العالم بعد غياب 44 عاماً وهو سبق له تسجيل مفاجأة في العام 1966 عندما فاز على إيطاليا بهدف سجله لاعبه آنذاك باك دو إيك. وتمنح تلك الذكرى المنتخب الكوري الشمالي قوة معنوية هائلة انعكست في تصريحات مدربه جونغ هون كيم الذي قال: «أتمنى تكرار ما صنعه أسلافنا، نحن واثقون من ان بإمكاننا مقارعة أفضل المنتخبات العالمية».