شن الزعيم الليبي معمر القذافي مساء السبت هجوما لاذعا على الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في خطاب أمام أنصاره في قاعدة معيتيقة (هويلس سابقًا) بالعاصمة طرابلس بمناسبة الذكرى الأربعين لإجلاء القوات الأميركية في الحادي عشر من يونيو/تموز 1970. وقال القذافي إن الفيفا مؤسسة "فاسدة" وتحتكر المليارات, بل ذهب أبعد من ذلك فاتهمها بالاتجار بالبشر، وتحويلهم إلى رقيق. وأضاف أنها تسأل الدول الصغيرة التي كانت في يوم من الأيام تحت الاحتلال الأجنبي عن البنية التحتية والخدمات، حتى يتسنى لها تنظيم كأس العالم. ويأتي هجوم الزعيم الليبي بعد يوم على قرار ليبيا تأجيل الاحتفالات إلى يوم السبت بسبب افتتاح كأس العالم في جنوب أفريقيا. وكان القذافي قد انتقد في مايو/أيار الماضي التنظيم الحالي لكأس العالم، ودعا إلى إعطاء الدولة التي تفوز بكأس العالم لكرة القدم حق تنظيم المونديال الذي يليه على أرضها، بغض النظر عن حجمها أو قدرتها المالية. وشدد على أن "الدولة التي تفوز في مباريات كأس العالم هذا العام يجب أن تتمتع بحق استضافة الدورة القادمة بعد أربع سنوات بخلاف المتفق عليه وبغض النظر عن قدراتها المالية". وأضاف أنه يجب على الاتحاد الدولي لكرة القدم أن "يمول عملية التنظيم حتى لا يكون المونديال حكرًا على الأغنياء، وحتى لا تبقى الدول الفقيرة محرومة منه إلى الأبد، وإلا فلا معنى للتنافس على كأس المباريات" على حد تعبيره. وتساءل القذافي: "ما قيمة التنافس إذا كانت الدولة الفائزة بالكأس لا تستضيف الدورة التالية للتي فازت بها؟". ورأى في ذلك حقا لتلك الدولة للقضاء على "الغبن والحقد والمرارة التي تحس بها الشعوب الفقيرة المحرومة من تنظيم المونديال حتى الآن وحتى لا يبقى المونديال حكرًا على الأغنياء من جنوب أفريقيا إلى البرازيل". وهذه ليست التصريحات الأولى التي يهاجم فيها القذافي الفيفا, ففي عام 2006 قال القذافي "لقد أصبح الفقراء عبيدا للأغنياء، وأعادت الفيفا نظام العبودية والمتاجرة بالبشر مرة أخرى من قارة أفريقيا إلى أوروبا وأميركا ومن قارة أميركا الجنوبية إلى أوروبا حيث تتم هذه الاستهانة بالشبان لأنهم من دول أفريقية أو لاتينية، وأحيانا آسيوية ويجري جلبهم إلى معسكرات للعبيد". ولم يفت القذافي مخاطبة ضمير العالم, معتبرا أنه لو أنفقت المليارات التي تنفق على كأس العالم على الشعوب الفقيرة ومكافحة الفقر والأمراض والأوبئة وضحايا "تسونامي" أو أعطيت للفلسطينيين لكان ذلك أفضل من إنفاقها على رهانات الفيفا. ونبه إلى أن الاحتكار اتسع ليشمل بث مباريات كأس العالم حتى في الإذاعات المرئية والمسموعة "فالفقراء لا يستطيعون الحضور ولن يشاهدوا ولن يسمعوا.. والأغنياء هم فقط من لهم الحقّ في التمتّع بذلك", حسب قوله