رحبت دول الخليج العربية يوم الأربعاء "بالتوجه الجديد" لإيران في عهد الرئيس حسن روحاني لكنها قالت إن عليها بذل المزيد من الجهد لإرساء دعائم الاستقرار في المنطقة. وتعتبر دول الخليج العربية وخصوصا السعودية ايران المنافس الأول وتخشى أن يكون اتفاقها المؤقت مع القوى العالمية الشهر الماضي نذيرا بتصاعد نفوذها في المنطقة. لكن البيان الختامي لقمة دول مجلس التعاون الخليجي استخدم لهجة مخففة كثيرا مقارنة ببيان قمة العام الماضي الذي ندد بما وصفه بتدخل إيران في شؤون دول الخليج الداخلية ودعاها إلى الكف عن الأفعال التي تزيد التوتر وتهدد أمن المنطقة. ودعا المجلس يوم الأربعاء في ختام القمة التي استمرت يومين إلى علاقات حسن الجوار مع إيران على أساس مبدأ "عدم التدخل في الشؤون الداخلية". وجاء في البيان الذي قرأه الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني "رحب المجلس الأعلى بالتوجهات الجديدة للقيادة الإيرانية تجاه دول مجلس التعاون آملا ان تتبع هذه التوجهات خطوات ملموسة وبما ينعكس إيجابا على السلم والامن والاستقرار في المنطقة." وشهدت إيران منذ تولي روحاني منصبه في أغسطس آب تحسنا تدريجيا في علاقاتها الخارجية بلغ ذروته بتوقيع الاتفاق النووي المؤقت مع القوى العالمية في 24 نوفمبر تشرين الثاني. وزار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الكويت وقطر وعمانوالإمارات منذ توقيع الاتفاق سعيا لتبديد بواعث قلق دول الخليج. وعبر البيان الختامي للقمة كذلك عن قلق دول الخليج من خطط إيران لبناء مزيد من محطات الطاقة النووية على الخليج قائلا إن هذا يهدد النظام البيئي والأمن المائي. وذكر الإعلام الإيراني ان طهران تجري محادثات مع روسيا لبناء محطات جديدة للطاقة النووية إضافة إلى المحطة القائمة في بوشهر استنادا الى اتفاق أبرمته مع موسكو عام 1992. وتبني الإمارات محطة للطاقة النووية قرب أبوظبي وتعتزم السعودية بناء عدة محطات على مدة السنوات العشر القادمة. وخرجت إلى العلن خلافات داخل مجلس التعاون الخليجي عندما أعلنت عمان رفضها علنا لاقتراح سعودي بتحويل مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد. وكان من المتوقع أن يكون الاقتراح الذي طرحه العاهل السعودي الملك عبد الله قبل عامين من بين الموضوعات الرئيسية في جدول أعمال القمة. وتفادى الزياني الإجابة عن الأسئلة بخصوص الاقتراح قائلا إن المجلس اتفق على مواصلة المباحثات بشأنه. وهون وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح من شأن الخلافات داخل المجلس وقال للصحفيين إن دول المجلس ستتوصل إلى توافق فيما بينها. وقال المحلل الخليجي عبد الخالق عبد الله في القمة إن تصريحات عمان دفعت الناس إلى التركيز على ما تصوروا انه فرقة بين أعضاء المجلس. وعلى الرغم من التشابه بين دول الخليج العربية فلها رؤى إقليمية ونظم اقتصادية وسياسية مختلفة. وتتخذ عمان بالذات مواقف متفردة دائما داخل المجلس ولها علاقات أفضل مع طهران. واستضافت محادثات سرية بين مسؤولين إيرانيين وأمريكيين مهدت الطريق للتوصل إلى الاتفاق النووي المؤقت الذي أبرم الشهر الماضي وهو الاتفاق الذي أثار غضب السعودية. وقال عبد الله إن العمانيين لهم موقف ثابت من أي شيء ينظر إليه على أنه ضد إيران وإن عمان تقدر أهمية علاقتها مع إيران بقدر ما تقدر أهمية علاقتها مع مجلس التعاون الخليجي. واتفقت دول المجلس التي تعتمد أساسا على مظلة أمنية أمريكية على إنشاء قيادة عسكرية موحدة لتعزيز التعاون الدفاعي لكنها لم تعلن تفاصيل تذكر. ونوقش المشروع نفسه في قمة العام الماضي لكن تعوقه منذ فترة طويلة الحساسيات المتعلقة بالسيادة.